الأربعاء، 7 يناير 2015

الحديث 31

**** بعض العبادات التي فيها نوع من الشرك ( عبادات منافيه للتوحيد )

الحديث الحادي والثلاثون


عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
" لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ :"فَمَن"ْ ؟ " 
                                                                  ....البخاري/٣٤٥٦ ,...مسلم/٢٦٦٩
وفي راوية 
" لتتَّبعنَّ سَننَ من كانَ قبلَكم حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ حتَّى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ
 لدخلتُموه. قالوا: اليَهودُ والنَّصارى؟ قالَ: فمَن. "
المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى -
                                              الصفحة أو الرقم:10/106.... خلاصة حكم المحدث: صحيح


1التعريف بالراوي:
هو أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان الخزرجي الانصاري
صاحبي جليل وابن صاحبي
روى أحاديث كثيره.... مات سنة ٧٤ هـ

٢
شرح الحديث
(لتتبعن) اللام في جواب قسم محذوف والخطاب لأمة الإجابة الإسلامية، والعين في لتتبعن مضمومة، والنون مشددة للتأكيد
(سنن) بفتح السين والنون أي طريق
(من قبلكم) أي الذين سبقوكم زمنا ممن لهم طريق سماوي.
     والمقصودون أهل الكتاب اليهود والنصارى
(شبرا بشبر وذراعا بذراع):أي في القليل والكثير   
    فالمقصود تمام المتابعة وكمال الاقتداء
↩وفي الرواية الثانية
(حذو القذة بالقذة) :
القُذّة: بضم القاف: واحدة القُذَذ وهي ريش السهم. وله قذّتان متساويتان.
(حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه)
 〰الجحر بضم الجيم وسكون الحاء
〰والضب بفتح الضاد وتشديد الباء ؛ دابة صغيرة الحجم جبلية المسكن وجحرها مثل في الضيق والتعريج والرداءة
🔸فالكلام مبالغة في تمام المتابعة ووصول بها إلى فرض المستحيل
(اليهود والنصارى): أي؛ أتعني اليهود والنصارى.
(فمن) اسم استفهام  أي ؛فمن أعني غيرهم
🌱وواضح من التمثيل بجحر الضب أن الحديث في المنكرات والقبائح والمسالك المتعرجة الرديئة.
🌱وفي هذا الحديث تحذير من التقليد الأعمى ودعوة للبعد عن الاتباع في الابتداع البعيد عن المصلحة الدينية والدنيوية
🌱وفيه التمثيل بالمحسوسات لتقريب المعاني إلى الأفهام
المصدر : فتح البري / لابن حجر

٣
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر صلى الله عليه وسلم خبراً معناه النهي عما يتضمنه هذا الخبر: أن أمته لا تدع شيئاً مما كان يفعله اليهود والنصارى إلا فعلته كلَّه، لا تترك منه شيئاً ولو كان شيئاً تافهاً.
ويؤكد هذا الخبرَ
بأنواع من التأكيدات، وهي
〰اللام الموطئة للقسم،
〰ونون التوكيد،
〰ووصف مشابهتهم بأنها كمشابهة قذة السهم للقذة الأخرى،
ثم وصفها بما هو أدق في التشبه بهم؛ بحيث لو فعلوا شيئاً تافهاً غريباً لكان في هذه الأمة من يفعله تشبُّهاً بهم.
4المقصد من الحديث:
أن فيه دليلاً على وقوع الشرك في هذه الأمة؛ لأنه وُجد في الأمم قبلنا، ويكون في هذه الأمة من يفعله اتباعاً لهم.
5ما يستفاد من الحديث: 
(1) وقوع الشرك في هذه الأمة تقليداً لمن سبَقها من الأمم.
(2)علمٌ من أعلام نبوته حيث أخبر بذلك قبل وقوعه فوقع كما أخبر.
(3) التحذير من مشابهة الكفار.
(4) التحذير مما وقع فيه الكفار من الشرك بالله وغيره مما حرَّم الله تعالى.
**المصدر📘الملخص في شرح كتاب التوحيد

6ومن أمثلة اتباع السنن
📌الأمثلة كثيرة منها ما ذكره المناوي في فيض القدير  ؛
(1) اتخاذ المساجد على القبور .
(2) تعظيم قبور الصالحين والذبح عندها والنذر عندها.
(3) جعل يوم مولد النبي والصالحين أعياد تقام لها الإحتفالات.
(4) اتخاذ الصور والتماثيل للذكرى أو للزينة او للمباهاة في البيوت والمعابد والبيوت.
(5)التبرج واتباع الموضات التي احدثوها لاخراج المرأة عن حجابها وسترها.
(6) الجرأة على التكشف والعُرى على الشواطئ وفي المنتديات.
(7) الغناء الماجن والسينما والمسرح والتلفاز على هيئته.
(8) حلق اللحى وتشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال وجعل ذلك مدنية وتقدم .
(9) سب الحق والاستهزاء به وإزرائه وتشويهه ووصفه بأنه ارهاب ورجعية وتحجر وتطرف وتزمت ...و...و...و
(10)  الحرص على علمنة الدنيا وتقليل شأن الدين في نفوس الناس.
(11) تعظيم أمر الدرهم والدينار إتباعا للنظرية الرأسمالية.
(12) المنادة بالمساوة بين الرجل والمرأة ونبذ التفريق الشرعى لأنه رجعية وتخلف.
(13) نشر الرذيلة والبغاء.... بدعوى الحرية الشخصية ؛
       حتى ظهر عبدة الشيطان في زماننا.


****وقوله: «لتتبعن سنن من كان قبلكم» 
🔶ليس على ظاهره؛ بل هو عام مخصوص؛
↩لأننا لو أخذنا بظاهره كانت جميع هذه الأمة تتبع سنن من كان قبلها، لكننا نقول: إنه عام مخصوص؛ لأن في هذه الأمة من لا يتبع كما أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق،
🔶وقد يقال : إن الحديث على عمومه
وأنه لا يلزم أن تتبع هذه الأمة الأمم السابقة في جميع سننها،
🔹بل بعض الأمة يتبعها في شيء
🔹وبعض الأمة يتبعها في شيء آخر،
وحينئذ لا يقتضي خروج هذه الأمة من الإسلام،
🔶ومن المعلوم أن من طرق من كان قبلنا
〰ما لا يخرج من الملة، مثل: أكل الربا، ، والبغي، والكذب.
〰ومنه ما يخرج من الملة: كعبادة الأوثان.
المصدر : الجامع الفريد/ الشيخ ابن عثيمين

***كيف يتقى العبد الوقوع في اتباع السَنن ؟
✏الجواب على ذلك يسير لكن العمل به هو الأهم:
يقول تعالى:{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} َ(153) الأنعام.
وعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا... قَال:َ" أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تأمر عليكم عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بعدى يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ"( الترمذى..كتاب العلم)

انتهى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق