الجمعة، 23 يناير 2015

مــئة حديث في التوحيد


1- التوحيد من أجله خلق الله الخلق:

قال - تعالى -: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعبدُونِ}
[الذريات :56]
"هذه الغاية التي خلق الله الجنَّ والإنس لها، 
معنى الآية: أنه - تبارك وتعالى - خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمَن أطاعه جازاه أتمَّ الجزاء، ومَن عصاه عذَّبه أشدَّ العذاب، وأخبر أنَّه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم"


تفسير ابن كثير


http://www.alukah.net/sharia/0/9421/#relatedContent

الخميس، 22 يناير 2015

الحديث 100



الحــديث الـمــئـة
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
« إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ،
 وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ »
رواه البخاري (39) .. ومسلم (2816)


شــرح الحديث
قوله: ( إن الدين يسر ) أي : ميسر مسهل في
عقائده وأخلاقه وأعماله ،وفي أفعاله وتُروكه :
ــ وهي كلها ميسرة مسهلة ،
- كل مكلف يرى نفسه قادراً عليها لا تشق عليه ولا تكلفه .
- عقائده صحيحة بسيطة ، تقبلها العقول السليمة ، والفطر المستقيمة .
وأما من شدد على نفسه فلم يكتف بما اكتفى به النبي صلّى الله عليه وسلم ، ولا بما علَّمه للأمة وأرشدهم إليه ، بل غلا وأوغل في العبادات 
فإن الدين يغلبه ، وآخر أمره العجز والانقطاع ، 
ولهذا قال : ( ولن يَشادَّ الدينَ أحد إلا غلبه )فمن قاوم هذا الدين بشدة وغلو ولم يقتصد 
〰 غلبه الدين ، واستحسر ، ورجع القهقرى .
وقوله :( فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا)
ثم وصى صلّى الله عليه وسلم بالتسديد والمقاربة،
وتقوية النفوس بالبشارة بالخير، وعدم اليأس.
فالتسديد أن :
يقول الإنسان القول السديد ،
ويعمل العمل السديد ،
ويسلك الطريق الرشيد ،
وهو الإصابة في أقواله وأفعاله من كل وجه ،
فإن لم يدرك السداد من كل وجه
ـ فليتق الله ما استطاع ، ـ وليقارب الغرض ،
ـــ فمن لم يدرك الصواب كله فليكتف بالمقاربة ،
〰ــ ومن عجز عن العمل كله فليعمل منه ما يستطيعه .
📌ويؤخذ من هذا أصل نافع دلّ عليه أيضاً
قوله تعالى :{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن:١٦
وقوله صلّى الله عليه وسلم « إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم »

المصدر:الشيخ عبد الرحمن السعدي

" بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار " (ص/77-80)

وقوله :( واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ) 
✏ قال السيوطي في شرح سنن النسائي
أي :استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة ،
و " الغدوة " بالفتح : سير أول النهار ،
والروحة بالفتح : السير بعد الزوال ،
والدلجة بضم أوله وفتحه وإسكان اللام : سير آخر الليل ،
    وقيل : سير الليل كله ،
ولهذا عبر فيه بالتبعيض، ولأن عمل الليل أشق من عمل النهار.

✏ قال الشيخ ابن عثيمين / شرح رياض الصالحين

🔻هذا يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يضرب مثلاً للسفر المعنوي بالسفر الحسي ،〰فإن الإنسان المسافر حساً يبتغي له أن يكون سيرة في أول النهار وفي آخر النهار وفي شيء من الليل ، لأن ذلك هو الوقت المريح للراحلة وللمسافر ،
🔻ويحتمل أنه أراد بذلك أن أول النهار وآخره محل التسبيح ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الأحزاب:41،42) ، 
وكذلك الليل محل للقيام .
📌وعلى كل حال فالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أمرنا أن لا نجعل أوقاتنا كلها دأباً في العبادة ، لأن ذلك يؤدي إلى الملل والاستحسار والتعب والترك في النهاية .

أعانني الله وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .

انتهى

الحديث 99



الحــديث التاسع والتســـعون 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
« تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ ، إِذَا فَقِهُوا ،...  »
متفق عليه ... البخاري/٣٤٩٣

💕1💕 شرح الحديث
✏ ويقول القاضي عياض في إكمال المعلم شرح صحيح مسلم
واْصل المعادن الأصول الشريفة ، تعقب أمثالها  ويسرى كرم أخلاقها إلى نسلها ، 
♦ ولكن لا خيار فى الإسلام إلا بالتُقى والفقه ، 
♦ ولا فضيلة إلا بخصال الشريعة ، 

لكن من اتفق له ذلك مع أصل فى الجاهلية حميد الأخلاق ، شريف الطباع وهو الحسب ،كملت فضيلته ، وبانت مرتبته ا.هـ
♦ من كان متصفا بمحاسن الأخلاق ، كالكرم والعفة والحلم وغيرها ،
متوقيا لمساويها كالبخل والفجور والظلم وغيرها . 
فتح الباري..... http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.phpbk_no=52&ID=2082&idfrom=6349&idto=6629&bookid=52&startno=4


💕٢💕ومما يستفاد من الحديث
✏ ما ذكره -المناوي- في كتابه فيض القدير نقلا عن الرافعي 

   قوله: وجه الشبه 

♦ أن اختلاف الناس في الغرائز والطبائع 

      ♦ كاختلاف المعادن في الجواهر، 

وأن رسوخ الاختلاف في النفوس 

      ♦ كرسوخ عروق المعادن فيها، 
♦ وأن المعادن كما أن منه ش  صاروا فقهاء 
ففيه إشارة إلى أن نوع الإنسان إنما يتميزعن بقية الحيوان بالعلم، وأن الشرف الإسلامي لا يتم إلا بالفقه، وأنه الفضيلة العظمى والنعمة الكبرى. ... والله أعلم.
***مركز الفتوى.  http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=80909



فضل الفقه في الدين:
✏ قال العلَّامة العثيمين رحمه الله:
فيا أيها الناس! اتقوا الله تعالى..اتقوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم تفقَّهوا في دينكم في عقائده وأحكامه فإن  «مَن يُردِ اللَّهُ بهِ خَيرًا يُفقِّهُّ في الدِّينِ»


♦ تعلَّموا شرائع الله لتعبدوا الله على بصيرةٍ وتدعوا إليه على بصيرة،

   { فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.}

أيها الناس! تفقَّهوا في دين الله اطلبوا علم شريعة الله..

   ـ فإن العلم بذلك نورٌ وهداية،  ـ وإن الجهل بذلك ظلمةٌ وضلالة، 

اطلبوا العلم فإن العلم مع الإيمان رِفعةً في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:11].
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_451.shtml


انتهى 

الحديق 98


الحــديث الثامن والتســـعون 
 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

« إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟

 فَاتَّقُوا الدُّنْيَا, وَاتَّقُوا النِّسَاءَ, فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ, كَانَتْ فِي النِّسَاءِ»

 مسلم/٢٧٤٢

١شـرح الحـديث:
((إن الدنيا حلوة خضرة))
   ـ حُلوةٌ في مذاقِها، ـ خَضِرةٌ في مرآها،
♦ فأطيب ما يُذاق، وأفضل ما يُذاق الحُلو، وأفضل الألوان الخُضرة، فهذه الدُّنيا تتشكَّل للنَّاس وتستهويهم وتغُرُّهُم بِزُخرفها، فتبدو كأنها حُلوةٌ خَضِرة، وإلاّ مثل هذا لا ينطلي على من عرف حقيقة الدُّنيا، وأنَّها ملعُونة؛ لكنَّها تبدُو للنَّاس بهذا الشَّكل حُلوةٌ خَضِرة،  فعلى الإنسان أنْ يحذَر منها، وأنْ لا يَنْجَرِف إلى ما أُودِعَ فيها؛
لكنَّ الله -جل وعلا- مُستخلفكم فيها، جعلكُم خلائف يخلُفُ بعضكُم بعضاً، و طَلَب منكم عِمَارتَها، لِتَتَمَكَّنُوا من عبادة ربِّكم 
((مُستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملُون؟))
يختَبِركم ماذا أنتُم عامِلُون على ظهرِ هذهِ الدُّنيا؟
ـ هل أنتُم عامِلُون ما يُرضِي الله -جل وعلا-
ـ أو ما يُغضِبُهُ؟
((فاتقوا الدُّنيا))
احْذَرُوها؛ لأنَّها تظهر لكُم بمظاهر تستهويكم؛
ـ  لكنْ اعرفُوا حَقِيقتها، وأنَّها دار مَمَر وعُبُور وليست دار مَقَر، كرجُلٍ اسْتَظَلَّ بِظِلِّ دوحَة، مثل هذا يُطِيل الأمل؟ لا
((كُنْ في الدُّنيا كأنَّك غريب أو عابر سبيل))
من تَصَوَّر نفسَهُ غريب أو عابر سبيل هذا لن يَرْكَنْ إلى الدُّنيا، 

مثل هذا يتَّقِ الدُّنيا، ويُقبلُ على ما هُو بِصَدَدِهِ، وما خُلِقَ من أجْلِهِ وهو العُبُودِيَّة لله -جل وعلا- 
((واتَّقُوا النِّساء))
لاشكَّ أنَّ النِّساء فِتْنَة، وإذا خَرَجَت المرأة اسْتَشْرَفها الشَّيطان، وتَبِعَتْها الأنظار، فَعلى المرأة أنْ لا تكُون سبباً في إضلالِ النَّاس وإغْوَائِهِم،
ــــ عليها إذا خَرَجَتْ أنْ يكُون خُرُوجُها لِحَاجة، 

وإلاّ فالأصل هُو القرار في البيت، كما قال الله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}[(33) سورة الأحزاب]؛
♦ لكنْ إذا خَرَجت المرأة لا تكُونُ سَبباً في إضلالِ النَّاس وإغْوَائِهِم،
       وفِتْنَتِهِم، تَخرُج تَفِلَة، غير مُتَطَيِّبَة لِئَلاَّ تَفْتِن النَّاس،
وبالمُقابل على الرَّجُل أنْ يَغُضَّ بَصَرَهُ ويَصْرِفَهُ عن النِّساء 
((واتَّقُوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فِتنة بني إسرائيل كانت في النِّساء))
أوَّل فِتْنَتَهُم كانت في النِّساء، ثُمَّ بعد ذلك اسْتًدْرِجُوا في المعاصي بعد هذهِ الفِتْنَة، وزَاولُوا غيرها من الفِتَن إلى أنْ خَرَجُوا من دِينِهِم. والله المُستعان.
*** الشيخ عبد الكريم الخضير
http://shkhudheir.com/pearls-of-benefits/1354872102

خلاصة :
النبي عليه الصلاة والسلام علّمنا: أن الإنسان إذا كان يمشي في مكان, ووجد قصرا جميلا, ماذا يقول؟((اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ, فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ))
[أخرجه مسلم في الصحيح]
ـ فهذه مؤقتة، ( أي الدنيا)أما الآخرة فدائمة،
ـــ فأنت حينما تقرأ مثل هذا الحديث, يجب أن تنقل اهتماماتك كلها من الدنيا إلى الآخرة ،

 ـ ـ من أحب دنياه أضرّ بآخرته، هذه الدنيا مكان عمل.
***رابط الموضوع-  رياض الصالحين- (باب التقوى)
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=7302&id=104&sid=111&ssid=780&sssid=784

قال السلف عن الدنيا
النفس تبكي علي الدنيا
وقد عرفت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء غير التي قبل الموت يبنيها
فان صلحت طاب مسكنه وإن خربت خاب بانيها



انتهى 

الحديث 97


الحــديث السابع والتســـعون 
عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ُقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْم »
البخاري/٣٨٥ٌ

١شرح الحديث:
(مطل الغني) :يعني في الحق الذي يجب عليه لغيره،
 (والمطل) : هو التأخير،
  ( ظلم) : فإذا كان لك حق على إنسان حال؛ وطلبته منه
  ولكنه صار يماطل فإن ذلك ظلم وحرام وعدوان،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال:
   |" ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة" 

(رجل أعطى بي ثم غدر يعني): عاهد بالله ثم غدر والعياذ بالله
( ورجل باع حرا فأكل ثمنه)
( ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره) 
فهؤلاء خصماء الله يوم القيامة،
نعوذ بالله من حالهم... ومكرهم ظلم....وكل ساعة بل كل لحظة تمر عليهم لا يوفون هذا حقه
ـ لا يزدادون من الله إلا بعدا،
ـ ـ ولا يزدادون إلا ظلما، والعياذ بالله، والظلم ظلمات يوم القيامة .
♦ ثم استدل بقوله تعالى:{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها }
   ومن الأمانات ثمن المبيع ،
إذا باع إليك إنسان شيئا وبقي ثمنه في ذمتك..>> فهو يشبه الأمانة، يجب أن تؤديها ولا يحل لك أن تماطل بها.
قوله:" مطل الغني ظلم  ":
♦ وهذا يتضمن الأمر بالمبادرة إلى إيتاء الحق وألا يتأخر فإن فعل فهو ظلام وما أكثر الذين يؤتي إليهم يطلب منهم الثمن أو الأجرة ويقول غدا بعد غد والدراهم عنده في الردج ولكن يلعب به الشيطان وكأنه إذا بقيت عنده تزيد 
وقوله: (مطل الغني) يدل على أن مطل الفقير
 ليس بظلم إذا كان الإنسان ليس عنده شيء وماطل فهذا ليس بظالم بل الظالم الذي يطلبه ولهذا إذا كان صاحبك فقيرا وجب عليك أن تنظره وألا تطلبه وألا تطالبه به لقول الله تعالى:{ وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } 
ــ فأوجب الله الانتظار إلى الميسرة وكثير من الناس يكون له الحق عند الفقير ويعلم أنه فقير ويطالبه ويشدد عليه ويرفع بشكواه إلى ولاة الأمور ويحبس على دينه وهو ليس بقادر هذا أيضا حرام وعدوان ويجب على القاضي إذا علم أن هذا فقير وطالبه من له الحق يجب عليه أن ينهر صاحب الحق وأن يوبخه وأن يصرفه لأنه ظالم فإن الله أمره بالانتظار

♦ واستدل أيضا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" مطل الغني ظلم، وإذا أحيل أحدكم على مليء فليتبع "

  فجمع هذا الحديث بين
🔻
    حسن القضاء   وحسن الاقتضاء،
أما حسن القضاء فقال:
(مطل الغني ظلم) وهذا يتضمن الأمر بالمبادرة إلى إيتاء الحق وألا يتأخر
حسن الاقتضاء:
(إذا أحيل على مليء فليتبع) إلا إذا كان المحول عليه فقيرا أو مماطلا أو قريبا للشخص لا يستطيع أن يرافعه عند الحاكم المهم إذا وجد مانع فلا بأس أن يرفض الحوالة... إذا لم يكن مانع فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقبل الحوالة

📌مثال:
إذا كان إنسان له حق على زيد وقال له زيد أنا أطلب عمرا مقدار حقي يعني مثلا زيد مطلوب 100 ريال وهو يطلب عمرا 100 ريال فقال أنا أحيلك على عمرو في 100 ريال فليس للطالب أن يقول لا أقبل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من أحيل على مليء فليتبع"
شرح رياض الصالحين / للشيخ محمد بن العثيمين بتصريف....
تـوضـيح 
انا مطلوب مني أن أدفع ل(س)من الناس ١٠٠ ريال
وانا عايزه من (ص) ١٠٠ ريال..
فيجوز لي أن أحول (س) الى(ص) وعلى (س) أن يقبل لا يرفض
.... إلا اذا كان (ص) فقيرا أو مماطل...

انتهى 

الحديث 96



الحــديث السادس والتســـعون 

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه،  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" لا تَبَاغَضُوا ، وَلا تَحَاسَدُوا ، وَلا تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ، 

وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ ٍ " 
متفق عليه ... مسلم/٢٥٥٩

١ شرح الحديث:
" َلا تَبَاغَضوا" أي :لا يبغض بعضكم بعضاً ، والبغضاء لا يمكن تعريفها، تعريفها لفظها:كالمحبة والكراهة،   

*والمعنى: لا تسعوا بأسباب البغضاء.
ـــ وإذا وقع في قلوبكم بغض لإخوانكم فاحرصوا على إزالته وقلعه من القلوب.

"لا تَحَاسَدوا" أي لا يحسد بعضكم بعضاً.
وما هو الحسد؟

♦ قال بعض أهل العلم:..الحسد تمني زوال نعمة الله عزّ وجل على الغير،
ـ ـ أي أن يتمنى أن يزيل نعمته على الآخر،سواء كانت النعمة مالاً أو جاهاً أو علماً أو غير ذلك.

✏ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله -
الحسد: كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمن الزوال.
ــ فكلام الشيخ أدق، فمجرد ما تكره أن الله أنعم على هذا الرجل بنعمة فأنت حاسد.
" وَلا تَدَابَروا "
إما في الظهور بأن يولي بعضكم ظهر بعض،
    أو في الرأي، بأن يتجه بعضكم ناحية والبعض الآخر ناحية أخرى.
"وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوانَاً" أي صيروا مثل الإخوان،
  ـ ومعلوم أن الإخوان يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه.
   
 المقصود منها الحث على هذه الإخوة 
" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال"
📌الهجر الذي يكون بين متخاصمين من المسلمين نوعان :
الأول : هجر لحظِّ النفس ، أو على أمرٍ دنيوي .
والثاني : هجر لحقِّ الله ،
الهجر من التقاطع، يعني يلقاه لا يسلم عليه هذا حرام حرام، 

♦ إلا أن الشارع النبي صلى الله عليه وسلم رخص لك ثلاثة أيام 
♦ لأن الإنسان ربما يكون في نفسه شيء لا يعفو على واحد يهجره له رخصة ثلاثة أيام بعد الأيام الثلاثة لا يجوز أن يلقاه فلا يسلم عليه  
إلا إذا كان على معصية إذا هجرناه تركها
فنهجره للمصلحة وهذا كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا وتخلفوا عن غزوة تبوك
  وإلا فالأصل أن الهجر حرام،

٢ما يستفاد من الحديث:

ـ تحريم الحسد لقوله "لاَ تَحَاسَدوا".
ـ والحسد من خصال اليهود،كما قال الله تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ )(البقرة:109)
ـ والحسد يضر صاحبه لأن الحاسد لا يبقى مسروراً- والعياذ بالله- إذ إن نعم الله على العباد تترى ولا منتهى لها،
ـ وهذا الرجل كلما رأى نعمة من الله على غيره زاد غماً وهماً.
ـ والحسد اعتراض على قدر الله عزّ وجل لأنه يريد أن يتغير المقدور، ولله الحكمة فيما قدره.

📌والحسد على مراتب:
الأولى: أن يتمنى أن يفوق غيره، فهذا جائز، بل وليس بحسد.
الثانية: أن يكره نعمة الله عزّ وجل على غيره،ولكن لا يسعى في تنزيل مرتبة الذي أنعم الله عزّ وجل عليه ويدافع الحسد، فهذا لا يضره،ولكن غيره أكمل منه.
الثالثة:أن يقع في قلبه الحسد ويسعى في تنزيل مرتبة الذي حسده، فهذا هو الحسد المحرم الذي يؤاخذ عليه الإنسان.
  〰♦ النهي عن التباغض، وإذا نُهي عن التباغض أمر بالتحاب،


وعلى هذا فتكون هذه الجملة مفيدة لشيئين:
الأول: النهي عن التباغض، وهو منطوقها. والثاني: الأمر بالتحاب، وهو مفهومها.
النهي عن التدابر ، سواء بالأجسام أو بالقلوب.
التدابر بالأجسام
بأن يولي الإنسان ظهره ظهر أخيه، لأن هذا سوء أدب، ويدل على عدم اهتمامه به، وعلى احتقاره له، ويوجب البغضاء.

والتدابر القلبي :
بأن يتجه كل واحد منا إلى جهة أخرى، بأن يكون وجه هذا يمين ووجه هذا شمال،... ويتفرع على هذا
🔻
وجوب الاجتماع على كلمة واحدة بقدر الإمكان، فلنقرب الهوة بيننا حتى نكون على هدف واحد ،وعلى منهاج واحد، وعلى طريق واحد،وإلا حصل التدابر .
〰وانظر الآن الأحزاب الموجودة في الأمم كيف هم متدابرون في الواقع، كل واحد يريد أن يقع الآخر في شرك الشر، لأنهم متدابرون.
〰فالتدابر حرام، ولا سيما التدابر في القلوب،لما يترتب عليه من الفساد.
وجوب الأخوة الإيمانية، لقوله صلى الله عليه وسلم:
      "وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً".

📌ولكن كيف يمكن أن يحدث الإنسان هذه الأخوة؟
✏ فالجواب:
ـ أن يبتعد عن كل تفكير في مساوئ إخوانه،
ـ وأن يكون دائماً يتذكر محاسن إخوانه،

حتى يألفهم ويزول ما في قلبه من الحقد.
ـ ترك السلام على من أذنب ، وجواز هجره أكثر من ثلاث ، وأما النهي عن الهجر فوق الثلاث : فمحمول على من لم يكن هجرانه شرعيّاً ...
ومَن عُرف منه التظاهر بترك الواجبات ، أو فعل المحرمات : فانه يستحق أن يُهجر ، ولا يسلَّم عليه تعزيراً له على ذلك حتى يتوب .
والله الموفق.
*شرح الاربعين النووية / للشيخ ابن العثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17794.shtml
*شرح رياض الصالحين/ للشيخ ابن عثيمين
http://islamport.com/w/srh/Web/2365/1827.htm

*سؤال وجواب الشيخ صالح المنجد
http://islamqa.info/ar/93146

انتهى 

الحديث 95


الحــديث الخامس والتســـعون 
عن أبي بَكْرَة عن ابيه عن أنَّ رجُلاً ذَكِرَ عِنْدَ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ،
 فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْراً ، فَقَالَ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
« ويْحَكَ قَطَعْت عُنُقَ صَاحِبكَ » يقُولُهُ مِرَاراً 

« إنْ كَانَ أحَدُكُمْ مَادِحاً لا مَحَالَةَ ، فَلْيَقُلْ :

 أَحْسِبُ كَذَا وكَذَا إنْ كَانَ يَرَى أنَّهُ كَذَلِكَ ،

والله حَسِيبُهُ ، ولاَ يُزَكَّى علَى اللَّهِ أحَدٌ »

 متفق عليه ...البخاري/٦٠٦١

١شـرح الحـديث 
وفي رواية :قَالَ صلى الله عليه وسلم :
(إذَا كَانَ أحَدُكُمْ مَادِحاً صَاحِبَهُ لاَ مَحَالَةَ؛ فَلْيَقُل: أحْسِبُ فُلاناً: واللهُ حَسِيْبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللـهِ أحَداً: أحْسِبُهُ  – إنْ كَانَ يَعْلمُ ذَاكَ – كَذَا وكَذَا)البخاري/٢٦٦٢
قوله: ((قطعت عنق صاحبك)) أي: أهلكته؛
وهذا استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك؛
↩لكن هلاك هذا الممدوح في دينه، وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالإعجاب....(بنحو الكبر والفخر بمدحك وثنائك)
« أحسب كذا »: أي؛ أظن
«والله حسيبه»: عالمه لانه هو المحيط بحقيقة حاله
    أو مجازيه على أعماله
قوله: ((ولا أزكي على الله أحداً)) أي:
لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره؛ لأن ذلك مغيب عنا،
ولكن أحسب وأظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك.
....فلا أقطع بتقوى ولا أقول بزكائه عند الله فإن ذلك غيب عنا

ـ جاء هذ الحديث في باب باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدةٌ من إعجاب ونحوه ، وجوازه لمن أُمِنَ ذلك في حقه
ـ وَجَاءَ في الإبَاحَةِ أحَادِيثُ كثِيرَةٌ صَحِيحَةٌ .
ـــ قَالًَ العُلَمَاءُ : وَطريقُ الجَمْعِ بَيْنَ الأحَادِيثِ أنْ يُقَالَ :
إنْ كَانَ المَمْدُوحُ عِنْدَهُ كَمَالُ إيمَانٍ وَيَقِينٍ ، وَريَاضَةُ نَفْسٍ ،
وَمَعْرِفَة تَامَّةٌ بِحَيْثُ لا يَفْتَتِنُ ، وَلا يَغْتَرُّ بِذَلِكَ ، وَلا تَلْعَبُ بِهِ نَفْسُهُ ، 

♦ فَلَيْسَ بِحَرَامٍ وَلا مَكْرُوهٍ ،
وإنْ خِيفَ عَلَيْهِ شَيءٍ منْ هَذِهِ الأمُورِ كُرِهَ مَدْحُهُ في وَجْهِهِ كَرَاهَةً شَدِيدَةً ، وعَلَى هَذَا التَّفْصِيلِ تُنزَّلُ الأحاديثُ المُختَلفَة في ذَلِكَ .

📌هل ينبغي للإنسان أن يمدح أخاه بما هو فيه أو لا؟
ـــ وهذا له أحوال الحال

✏الأولى: أن يكون في مدحه خير وتشجيع له على الأوصاف الحميدة والأخلاق الفاضلة
 〰♦ فهذا لا بأس به لأنه تشجيع لصاحبه فإذا رأيت من رجل الكرم. والشجاعة وبذل النفس والإحسان إلى الغير فذكرته بما هو فيه أمامه من أجل أن تشجعه وتثبته حتى يستمر على ما هو عليه فهذا حسن وهو داخل في قوله تعالى :{وتعاونوا على البر والتقوى}
✏والثاني: أن تمدحه لتبين فضله بين الناس وينتشر ويحترمه الناس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ لبيان فضلهما. 
 〰 هذا لا بأس به
✏الثالث: أن يمدح غيره ويغلو في إطرائه ويصفه بما لا يستحق
 
♦ فهذا محرم وهو كذب وخداع مثل أن يذكر رجلا أميرا أو وزيرا أو ما أشبه ذلك... ويطريه ويصفه بما ليس فيه من الصفات الحميدة 
 ♦ فهذا حرام عليك وهو أيضا ضرر على الممدوح
✏الرابع :أن يمدحه بما هو فيه 
لكن يخشى أن الإنسان الممدوح يغتر بنفسه ويزهو بنفسه ويترفع على غيره
  ♦ فهذا أيضا محرم لا يجوز

📌وذكر المؤلف أحاديث في ذلك أن رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم آخر فأثنى عليه فقال :" ويحك قطعت عنق صاحبك "
ـ يعني: كأنك ذبحته بسبب مدحك إياه لأن ذلك يوجب أن هذا الممدوح يترفع ويتعالى وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحثى التراب في وجوه المداحين 
ـ يعني : إن كان هذا الإنسان معروفا ما جلس مجلسا أمام أحد له جاه وشرف إلا امتدحه هذا مداح ..

📌والمداح غير المادح؛
المادح :
هو الذي يسمع منه مرة بعد أخرى..
المداح: كلما جلس عند إنسان كبيرا أو أميرا أو قاضيا أو عالم أو ما أشبه ذلك قام يمدحه هذا حقه أن يحثي في وجهه التراب. بدلالة الحديث

***وعلى كل حال فالذي ينبغي للإنسان ألا يتكلم إلا بخير لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ".... 

والله الموفق 
شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين...  بتصربف
http://www.4muhammed.com/Riyad-us

Saliheen/ibnothaimeen/105-كتاب-الأمور-المنهي-عنه-الجزء-الرابع-
حديث صوتي: من كان منكم مادحا أخاه لا محاله 
http://m.youtube.com/watch?v=hRTtEvqIyho
شرح حصن المسلم http://www.kalemtayeb.com/index.php/kalem/safahat/item/3037

انتهى 

الحديث 94


الحــديث الرابع والتســـعون 
عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ »
متفق عليه .. البخاري/٢٥٨٩

1شَّرْح الحديث:
وفي روايةَ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعُودُ فِي عَطِيَّتِهِ كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ فَأَكَلَهُ)

( ابن ماجه/2384)،
(العَطِيَّة): الهبة.
(قَاءَ): تقيَّأ.
(اَلَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ): أي:العائد في هبته إلى الموهوب.

2معنى الحديث:
ضرب مثل سيء لمن يعود في عطيته كرجوع الكلب في قيئه،
http://www.kalemtayeb.com/index.php/kalem/safahat/item/3282

هذا الحديث يدل على تحريم الرجوع في الهبة
يعني
🔻
أنك إذا أعطيت إنسانا شيئا مجانا تبرعا من عندك فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه سواء كان قليلا أم كثيرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه العائد في هبته بالكلب الكلب يقيء ما في بطنه ثم يعود فيأكله
♦ وهذا تشبيه قبيح شبه النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته بهذا
تقبيحا له وتنفيرا منه
♦ ولا فرق بين أن يكون الذي وهبته من أقاربك أو من الأباعد عندك فلو وهبت لأخيك شيئا ساعة أو قلما أو سيارة أو بيتا فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه إلا أن ترضي لنفسك أن تكون كلبا ولا أحدا يرضي لنفسه أن يكون كلبا
..وكذلك الابن لو وهب لأبيه شيئا فإنه لا يرجع فيه كرجل غني له أب فقير فوهبه بيتا فإنه لا يجوز له أن يرجع في الهبة ولو كان أباه 
...أما العكس لو أن الرجل وهب ابنه شيئا 〰 فلا بأس أن يرجع فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (" لا يحل لواهب أن يرجع فيما وهب إلا الوالد فيما يعطي ولده") لأن الوالد له الحق أن يأخذ من مال ولده الذي لم يهبه له ما لم يضره.

ـ وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: حملت على فرس في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه وظننت أنه يبيعه برخص فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه " متفق عليه
قوله:( حملت على فرس في سبيل الله) 

 معناه :تصدقت به على بعض المجاهدين
ـ يعني أعطى رجلا فرسا يقاتل عليه فأضاعه الرجل وأهمله فظن عمر رضي الله عنه أنه يبيعه برخص وأنه ليس قادرا على تحمل مؤونته فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تشتره ولو أعطاكه بدرهم...
 لأنك أخرجته لله 
ولا يمكن للإنسان أن يشتري صدقته لأن ما أخرجه الإنسان لله لا يعود فيه
〰ولهذا قال:
العائد في صدقته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه
 فتركه عمر رضي الله عنه
📌هذا إذا قبض الموهوب له الهبة 
أما قبل قبضها فهذا لا يحرم عليه أن يعود
لكن يوفي بوعده كما لو قال شخص لآخر سوف أعطيك ساعة مثلا ولكنه لم يسلمها له
 فله أن يرجع 
لكن ينبغي أن يفي بوعده لأن الذي لا يفي بما وعد فيه خصلة من خصال النفاق ولا يجوز للإنسان أن يتحلى بخصال المنافقين

والله الموفق
شرح رياض الصالحين الشيخ محمد بن صالح بن العثيمين (1/1902)
http://islamport.com/w/srh/Web/2365/1902.htm


** فتوى:اسلام ويب- الشيخ محمد صالح المنجد-
http://islamqa.info/ar/154616




انتهى 

الحديث 93


الحــديث الثاني التســـعون 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم  َ:

« لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْس » 

متفق عليه ..البخاري/٦٤٤٦ِ

١شـرح الحـديث:

(كَثْرَةِ الْعَرَضِِ) :الْعَرَضُ هُنَا بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ جَمِيعًا ،
     وَهُوَ مَتَاعُ الدُّنْيَا . 

2وَمَعْنَى الاجمالي الْحَدِيثِ : 

- الْغِنَى الْمَحْمُودُ غِنَى النَّفْسِ وَشِبَعُهَا وَقِلَّةُ حِرْصِهَا ،
لَا كَثْرَةَ الْمَالِ مَعَ الْحِرْصِ عَلَى الزِّيَادَةِ ؛
لِأَنَّ مَنْ كَانَ طَالِبًا لِلزِّيَادَةِ لَمْ يَسْتَغْنِ بِمَا مَعَهُ فَلَيْسَ لَهُ غِنًى .
📔شرح النووي لصحيح مسلم
(العَرَضُ) بفتح العين والراءِ : هُوَ المَالُ .
أي : ليس حقيقة الغنى كثرة المال مع الحرص ، وإنما الغني من استغنى بما آتاه الله ، وقنع به ، وإنما كان الممدوح غنى النفس ، لأنها حينئذٍ تكفّ عن بث المطامع فتعز. .
وقال الشاعر :
🔻
ومن ينفق الساعاتِ في جمع ماله .... مخافة فقر فالذي فعل الفقر
وقال بعض العارفين :
🔻
رضينا بقسمة الجبار فينا .... لنا علم وللجهل مالُ
فإن المال يفنى عن قريب .... وإن العلم كنز لا يزال
📕شرح رياض الصالحين /للشيخ ابن عثيمين

3فوائد الحديث
1) (الغنى) أي: أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس
🌿 قال ابن بطال:" معنى الحديث
- ليس حقيقة الغنى كثرة المال، لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه ، فكأنه فقير لشدة حرصه
- وإنما حقيقة الغنى غنى النفس وهو: 
♦ من استغنى بما أوتي، 
♦ وقنع به ورضي 
 ولم يحرص على الازدياد ولا ألح في الطلب 〰*فكأنه غني".2) 🌿 قال القرطبي :
المرء إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع فعزت وعظمت،
وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه ↩فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله، ويكثر من يذمه من الناس، ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل.
3) أن الفقر والغنى ابتلاء من الله يختبر بهما عباده في الشكر والصبر

ـ كما قال تعالى:(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
ـ وقال تعالى: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً).
4) على المسلم أن يصبر عند الشدة؛ فلا يتسخط أو يضجر، بل يكون راضياً بقضاء الله وقدره عليه، فإن ذلك يورثه الطمأنينة في قلبه، والراحة في نفسه.
5) أنه لا حرج على المسلم من طلب المال واكتسابه من طرقه المباحة؛ ليقضي به مصالحه، وينفق منه على من يعول، ويبذل ما تيسر منه في سبل الخير المختلفة،

ولكن المحذور هو في طلبه من كل طريق بلا تمييز بين الحلال والحرام، أو أن يبالغ في السعي في تحصيله فيضيع الوجبات والفرائض من أجل الازدياد منه.


فتح الباري لابن حجر (18/ 264).http://alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=4492&menu_id=1353

 فـائـــده:  يقول ابن القيم "أنت مملوك مُمتحن في صورة مالك مُتصرف":
- فقد يكون لديك سيارة و منزل و أموال.. فتظن أنك مالك، ولكن الحقيقة أنك لست مالكًا.. أنت مملوك.. فأنت ومَالَك مِلك لله سبحانه وتعالى.
- "مُمتحن".. انتبه لهذه جيدًا!،
مُمتحن.. أي أن الله يمتحنك بهذه الأموال، قال تعالى:{وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} النور-آية:33، {جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} الحديد- آية:7.
- فالأموال هذه ليست أموالك.. أعطاك الله إياها كامتحان، قال سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا(7)وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)} الكهف.
- فأموالك وكل أملاكك التي لديك.. الله مُبتليك بها، فإذا علم الإنسان أنه ليس مالك.. وأن هذا ملك الله، ↩فيكون خاضع للملك، ولكن عندما يرى نفسه مالك فإنه يطغى.  ...
📌فمثلاً
تجد الرجل الذي يحمل صناديق هدايا على يده.. فإنه يمشي رافعًا رأسه - هذا هو الطغيان- لأن يديه مليئة بالهدايا، أما الذي لا يحمل شيء فتجده يمشي منحني الرأس ينظر إلى الأرض.... أفهمتني؟!
إذن.. الذي يرى نفسه مالكًا يطغى، وفي الحقيقة هو لا يملك،
لذلك "ليس الغنى عن كثرة العرض".. فكثرة العرض فقر. فالذي يملك بيت هنا وبيت هناك، وفيلا هنا وفيلا هناك، وسيارة هنا وسيارة هناك، يملك كل هذا ومازال يشتهي هذا ويشتهي هذا.. فهذا هو الفقر.. فقر النفس.
فليس الغنى عن كثرة العرض.. أي كثرة أنواع المملوكات، إنما الغنى غنى النفس، أن يكون الإنسان من داخله غني.. غني بالله سبحانه وتعالى.
- في القلب فاقة مهما كان الإنسان غنيًا، مهما كان الإنسان مالكًا، مهما كان الانسان قويًا، فهو فقير....، في القلب فاقة عظيمة وضرورة تامة، وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغني الحميد، الذي إذا حصل للعبد حصل له كل شيء، وإن فاته فاته كل شيء.
🌿يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله في كتاب (المدهش):
" يا ابن آدم.. أنا بُدك اللازم فالزم بُدك.. فإنك إن وجدتني وجدت كل شيء..

  وإن فتُك فاتك كل شيء ". هذه هي،
ـ فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غني سواه، فالغني به سبحانه وتعالى هو الغني في الحقيقة ولا غنى بغيره البته،
ـ فمن لم يستغني به عما سواه تقطعت نفسه على السوى حسرات، ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة، وحضره كل سرور وفرح.
http://www.hayran.info/articles.php?catid=122&id=694



نتهى 

الاثنين، 19 يناير 2015

الحديث 92


الحــديث الثاني والتســـعون 
عَنْ ابْنِ عَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَاْلَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ:

« لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ
جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ »
 متفق عليه... البخاري/٦٤٣٦

١شـرح الحـديث:
وفي رواية:" لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْأ مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا...."
(لبتغى) : لطلب..او لتنمى
(لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)  :
     كأنه قيل لا يشبع من خلق من التراب إلا بالتراب 

🌿قال الكرماني:
المقصود ؛ كناية عن الموت.. لانه مستلزم للإمتلاء
فكأنه قال: لا يشبع من الدنيا حتى يموت
( ويتوب الله على من تاب): فكأنه قال: حب المال جبل في الإنسان
    ولكن يمكن تهذيبه بتوفيق الله لمن يريد ذلك
🌿قال النووي:
إن الله يقبل التوبة من الحرص المذموم وغيره من المذمومات

3المعنى الإجمالي:
- طبع الله الانسان على حب المال والسعي في طلبه وعدم الشبع منه حتى لو ملك جبلا من الذهب لتمنى ثانيا.. ولو ملك جبلين من ذهب وفضه لتمنى ثالثا.. هكذا....
- لا يقنع حتى يموت، ويدفن، وحتى يمتلئ فمه وعيناه وجوفه بعد الفناء بالتراب
- وخير الناس من عصمه الله من هذا الشر ورزقه غنى النفس، وجعل دنياه في يده لا في قلبه.
- وخير الناس من جعل الدنيا وسيلة الآخرة

🌿قال عمر حينما صبت أمامه كنوز كسرى
( اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللهم ألهمنا الرضا، وارزقنا أن ننفقه فيما يرضيك يا رب العالمين.)

4ما يستفاد من الحديث:
١- ان حب المال وعدم الشبع منه جبلي في الانسان،
٢- ذم هذه ااصفة والحث على تهذيبها وتقويمها،
٣- التحول إالى المصالح وطلب توفيق الله لتقويم المعوج من الطباع

المنهل الحديث شرح السنه للامام البغوي/ فتح الباري/ شرح النووي

٢فائــــــده:
ـــ ﺇﻥ ﻣﻦ ﻋﺪﻝ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻄﻲ ﻣَﻦ ﻳﺸﺎﺀ، ﻭﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الزخرف: 32].
🌿قال ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -:
" ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ الأﺭﺯﺍﻕ، ﻭﺍﻟﺤﻈﻮﻅ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ،

....لا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ الأﺭﺽ أﻟﺒﺘﺔ ﺗﺒﺪﻳﻠﻬﺎ ولا ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ".
🌼ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﻘﻨﻊ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،
↩ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺮﺹ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﻦ الأﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒًﺎ - ﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ورحمته - ﻟﻠﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻣﺘﺜﺎلاً ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].
فاﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﻟﻪ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ،
ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻫﻲ ﺩﺍﺭ ﻣﻤﺮ، لا ﺩﺍﺭ ﻣﺴﺘﻘﺮ، 
ﻓﻨﺮﺍﻩ ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺹ، 
ﻭﻳﺮﺿﻰ ﺑﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، 
ﻭﻳﺴﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ ﻟﻪ، ﻭﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ - ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ - ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻳﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ،
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ - صلى الله عليه وسلم - ﻣﻦ ﺃﻗﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺯﻫﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﺭﻏﺒﻬﻢ ﻓﻲ الآﺧﺮﺓ، ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﺑﺎﻫﺎ؛ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﺰﻭﺍﻟﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﺛﻨﻰ صلى الله عليه وسلم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻰ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻘﺎﻝ صلى الله عليه وسلم :((ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﻫﺪﻱ ﻟﻺ‌ﺳﻼﻡ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻴﺸﻪ ﻛﻔﺎﻓًﺎ ﻭﻗﻨﻊ))؛ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ،

[وأصله في مسلم].

🌿ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -:
(( ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻴﺸﻪ ﻛﻔﺎﻓًﺎ ))؛أﻱ:
لا ﻳﻨﻘﺺ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ولا ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﻳﺘﻪ ﻓﻴﺒﻄﺮ ﻭﻳﻄﻐﻰ،
(ﻭﻗﻨﻊ)؛ ﺃﻱ:
ﺭﺿﻲ ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ، ﻭﻟﻢ ﺗﻄﻤﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ..."؛( ﺗﺤﻔﺔ الأﺣﻮﺫﻱ.)
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ لا ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺇﻧﻤﺎﺀ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ، ﻭلا ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻜﺴﺐ ﺭﺯﻗﻪ،
  ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻄﻠﻮﺏ؛ ﺣﻴﺚ ﺑﻪ  🔻
ﺗﺘﻢ ﺍلاﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻧﻴﺎﻩ 
ﻭﺍلاﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺠﺪ ﺑﻌﻮﻥ ﻣﻮلاﻩ ﻓﻲ ﺃﺧﺮﺍﻩ.
🔖ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺨﻂ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻣﺎ ﺭﺯﻕ؛
لأﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ - ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ
🔖ولا ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻣﺜﻠﻪ ﺿﻌﻒ ﺭﺯﻗﻪ؛
لأﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺷﻜﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻟﺨﻠﻘﻪ.

انتهى