الثلاثاء، 6 يناير 2015

الحديث 14

** فضل التوحيد وأهمية الدعوة  إليه

                                   الحديث الرابع عشر
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله
 أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله،
 وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار »
البخاري/١٦، مسلم/٤٣ واللفظ للبخاري

1شـــرح الحـــديث:
( وجد بهن حلاوة الإيمان) :
لما يحصل له من لذة القلب ونعيمه وسروره.

قال ابن حجر في فتح الباري: أن الحلاوة من ثمرات الإيمان

( أحب إليه مما سواهما) :
مما يحبه الإنسان بطبعه كالولد والأزواج ونحو ذلك،
ومن الدنيا كلها
( لا يحبه إلا الله) : أي: لأجل طاعة الله.

( أن يعود في الكفر) : أي: يرجع إليه.

( كما يكره أن يلقى في النار) :
يعني: يستوي عنده الأمران الإلقاء في‎ ‎النار أو العودة في الكفر.


2المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر صلى الله عليه وسلم أن المسلم إذا توفّرت فيه ثلاث خصال هي: -
١- تقديم محبة الله ورسوله على محبة ما سواهما من أهل ومال.
٢- ويحب من يحبه من الناس من أجل إيمانه وطاعته لله لا لغرض دنيوي
٣- ويكره الكفر كراهيةً متناهيةً بحيث يستوي عنده الإلقاء في النار والرجوع إليه.من توفرت هذه الخصال الثلاث فيه ؛
〰ذاق حلاوة الإيمان فيستلذ الطاعات ويتحمل المشقات في رضا الله.

3ما يستفاد من الحديث:

(1) فضيلة تقديم محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كل شيء.

(2) أن للإيمان حلاوة قد يجدها الإنسان وقد لابجدها
(3) أن المؤمنين يحبون الله تعالى محبة خالصة.

(4) أن من اتصف بهذه الخصال الثلاث فهو أفضل ممن لم يتصف بها. 

(5) مشروعية بغض الكفر والكافرين؛ لأن من أبغض شيئاً أبغض من اتصف به.
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ.... } {البقرة:165}.
✏وقال السعدي في التفسير:
وهذه الآية الكريمة أعظم دليل على وجوب محبة الله ورسوله، وعلى تقديمها على محبة كل شيء، وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد، على من كان شئ من هذه المذكورات أخجحب إليه من الله ورسوله.
*أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله وحده
*وهي أصل التأله والتعبد له بل هي حقيقة العبادة
* ومن شروط لا إله إلا الله
**ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه ,
**وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها
بحيث تكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه .
ومن تفريعها وتكميلها
الحب في الله والبغض في الله
- فيحب العبد ما يحبه الله من الأعمال والأشخاص
- ويبغض ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال ,
- ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه :
〰وبذلك يكمل إيمان العبد وتوحيده . 
(( (فعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ، فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الإيمَانَ» (صحيح: رواه أبو داوود: 4681، وصححه الألباني)، 
"ومعنى هذا
أنَّ حركاتِ القلبِ والجوارحِ إذا كانت كلُّها لله فقد كمُلَ إيمان العبد بذلك ظاهراً وباطناً ،... فإذا كان القلبُ صالحاً ليس فيهِ إلاَّ إرادةُ الله وإرادة ما يريده لم تنبعث الجوارحُ إلاَّ فيما يريده الله ،
〰فسارعت إلى ما فيه رضاه ،
〰وكفَّتْ عمَّا يكرهه ، "جامع العلوم والحكم (1/213 ) .))

أنــــواع المحبــــــة
واعلم أن أنواع المحبة ثلاثة أقسام :
الأول : محبة الله 
التي هي أصل الإيمان والتوحيد .
الثاني : المحبة في الله 
وهي محبة أنبياء الله ورسله وأتباعهم ومحبة ما يحبه الله من الأعمال والأزمنة والأمكنة وغيرها وهذه تابعة لمحبة الله ومكملة لها .
الثالث : محبة مع الله 
وهي محبة المشركين لآلهتهم وأندادهم من شجر وحجر وبشر وملك وغيرها وهي أصل الشرك وأساسه .
وهنا قسم رابع وهو المحبة الطبيعية التي تتبع ما يلائم العبد ويوافقه من طعام وشراب ونكاح ولباس وعشرة وغيرها، وهذه
إذا كانت مباحة
〰 إن أعانت على محبة الله وطاعته دخلت في باب العبادات،
〰وإن صدت عن ذلك وتوصل بها إلى ما لا يحبه الله دخلت في المنهيات، وإلا بقيت من أقسام المباحات، والله أعلم ." اهـ



القول السديد/ الشيخ السعدي
*** حلاوة الايمان والتقوى / الشيخ المختار الشنقيطيhttp://m.youtube.com/watch?v=OM6v6jh45ZM
*** حديث ثلاث من كن فيه وجد فهن حلاوة الايمان - الشيخ محمد حسانhttp://m.youtube.com/watch?v=2glk0FTPGPM
: كـيـف تـتلذذ بـحلآوة الإيمان..؟! h
ttp://m.youtube.com/watch?v=p4YrRi1TOl8

 اعتذر عن الخلفية الصوتية في الفيديو الثالث
انتهى 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق