السبت، 10 يناير 2015

الحديث 43

الألفاظ المنهي عنها.. التي تنافي التوحيد
٤ - ســب الدهــر


 الحديث الثالث والأربعون
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « قَالَ اللَّهُ -عز وجل - يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ »
وَفِي رِوَايَةٍ :
 " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ! فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ! فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا "
وَفِي رِوَايَةٍ 
: " لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْر." 
البخاري/٤٨٢٦ مسلم/ ٢٢٤٦
1شـــرح الحـــديث:
(يؤذيني): يتنقّصُني.
(يسب الدهر): أي: يذمه ويلومه عند المصائب التي تنزل.
(وأنا الدهر): أي: صاحب الدهر ومدير الأمور التي ينسبونها إلى الدهر.
(أقلِّب الليل والنهار): بالمعاقبة بينهما وما يجري فيهما من خير وشر.
وفي رواية: أي: لمسلم وغيره.
(فإن الله هو الدهر): أي: هو الذي يُجري فيه ما أراده من خيرٍ وشرّ.

2المعنى الإجمالي للحديث: 
يروي الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن ربه عز وجل: أن الذي يسب الدهر عند نزول المصائب والمكاره إنما يسب الله –تعالى- ويؤذيه بالتنقُّص؛ لأنه سبحانه هو الذي يُجري هذه الأفعال وحده؛ والدهر إنما هو خلْقٌ مسخّر، وزمنٌ تجري فيه الحوادث بأمر الله تعالى.

3امقصد من الحديث :
 أن فيه أن من سبّ الدهر فقد آذى الله أي:تنقّصَه.

4ما يستفاد من الحديث:
(1) تحريم سبّ الدهر.
(2) وجوب الإيمان بالقضاء والقدر.
(3) أن الدهر خلقٌ مسخّر.
(4) أن الخلق قد يؤذون الله بالتنقص ولا يضرونه.
📘الملخص في شرح كتاب التوحيد/للشيخ الفوزان

5حكم ســب الدهر: 
السب: الشتم، والتقبيح، والذم، وما أشبه ذلك.
الدهر: هو الزمان والوقت. 
وسب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام
:🌱الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم
         فهذا جائز،
 مثل أن يقول: تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده، وما أشبه ذلك; لأن الأعمال بالنيات، ومثل هذا اللفظ صالح لمجرد الخبر، ومنه قول لوط عليه الصلاة والسلام: 
{هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} [هود:٧٧]
🌱الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل،
    
كأن يعتقد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلب الأمور إلى الخير والشر،
  
         فهذا شرك أكبر ؛
   - لأنه اعتقد أن مع الله خالقا;
   - 
لأنه نسب الحوادث إلى غير الله،
*
وكل من اعتقد أن مع الله خالقا; فهو كافر،
*
كما أن من اعتقد أن مع الله إلها يستحق أن يعبد; فإنه كافر
🌱الثالث: أن يسب الدهر لا لاعتقاده أنه هو الفاعل،
   بل يعتقد أن الله هو الفاعل، لكن يسبه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده ; 
فهذا محرم، ولا يصل إلى درجة الشرك،
وهو من السفه في العقل والضلال في الدين; لأن حقيقة سبه تعود إلى الله - سبحانه -; لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر، ويُكَوِّن فيه ما أراد من خير أو شر، فليس الدهر فاعلا، 
وليس هذا السب يُكَفِّر; لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة.
📕القول المفيد / للشيخ ابن عثيمين

📌فائدة 

١قوله: " فقد آذى الله": لا يلزم من الأذية الضرر;
فالإنسان يتأذى بسماع القبيح أو مشاهدته، ولكنه لا يتضرر بذلك، ويتأذى بالرائحة الكريهة كالبصل والثوم ولا يتضرر بذلك،
ونفى الله عن نفسه أن يضره شيء،قال تعالى: {إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً} [آل عمران: 176]،وفي الحديث القدسي: "يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني" رواه مسلم /٢٥٧٧
٢قوله: "قال الله تعالى": تعالى مشتق من العلو،
وجاءت بهذه الصيغة؛ للدلالة على ترفعه - جل وعلا - عن كل نقص وسفل; فهو متعال
📕القول المفيد / الشيخ ابن عثيمين

📌 امثله من سب الدهر
ومنه قول بعضهم:هذا زمان كالح، أو زمان أسود ،
وقول بعضهم إذا أصابه مكروه؛  ليه يا زمن.🌱الشيخ :وليد بن راشد بن سعيدان
http://www.4salaf.com/vb/showthread.php?t=702
وبعض الناس يقول: الله يلعن الساعة التي صار فيها كذا وكذا، ويلعن السنة التي صار فيها كذا وكذا، هذه ساعة سيئة التي حصل فيها كذا وكذا، هذا زمن تعيس الذي حصل فيه كذا وكذا، وهذا يؤدي كله إلى سب الدهر، والله تعالى هو خالق الدهر، فسبُّك للساعة أو اليوم أو السنة أو الدهر أو الزمان، يرجع إلى من؟ يرجع إلى الله الخالق لهذا الدهر وهذه الساعة وهذه السنة، لذلك لا بد من الحذر حذراً شديداً في هذا الأمر.🌱الشيخ محمد المنجد http://goo.gl/cHeaJD

انتهى





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق