الاثنين، 12 يناير 2015

الحديث 56

إرادة الإنسان بعمله الدنيا ...منافيا لكمال التوحيد


الحــديث السادس والخمــسون
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال :
« طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه، مغبرة قدماه،
 إن كان في الحراسة ; كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة ; كان في الساقة
 إن استأذن; لم يؤذن له ، وإن شفع; لم يشفع  »
البخاري/٢٨٨٧

1 شرح الحديث
هذا الحديث تابع الحديث السابق( تعس عبد الدينا)  هم حديث واحد
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
«َ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِط ، َ تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَش :« طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة; كان في الحراسة، وإن كان في الساقة; كان في الساقة إن استأذن; لم يؤذن له ، وإن شفع; لم يشفع »
البخاري/٢٨٨٧َ
قوله: ( طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله )
     : **هذا عكس الأول;
فهو لا يهتم للدنيا، وإنما يهتم للآخرة;
فهو في استعداد دائم للجهاد في سبيل الله.
و" طوبى" فعلى من الطيب، والمعنى:
      
أطيب حال تكون لهذا الرجل، ـ وقيل: إن طوبى شجرة في الجنة،
         والأول أعم;
كما قالوا في " ويل ": كلمة وعيد، وقيل: واد في جهنم، والأول أعم.


وقوله: " آخذ بعنان فرسه"،  أيممسك بمقود فرسه الذي يقاتل عليه

قوله: " في سبيل الله": ضابطه
أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا لا للحمية أو الوطنية أو ما أشبه ذلك،
لكن إن قاتل وطنية وقصد حماية وطنه لكونه بلدا إسلاميا يجب الذود عنه; فهو في سبيل الله، وكذلك من قاتل دفاعا عن نفسه أو ماله أو أهله; 
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من قتل دون ذلك; فهو شهيد" 
↩ فأما من قاتل للوطنية المحضة فليس في سبيل الله؛ لأن هذا قتال عصبية يستوي فيه المؤمن والكافر، فإن الكافر يقاتل من أجل وطنه. 

قوله: " أشعث رأسه، مغبرة قدماه": أي:
- رأسه أشعث من الغبار في سبيل الله، فهو لا يهتم بحاله ولا بدنه، ما دام هذا الأمر ناتجا عن طاعة الله عز وجل،
- وقدماه مغبرة من السير في سبيل الله،

وهذا دليل على أن أهم شيء عنده هو الجهاد في سبيل الله، أما أن يكون شعره أو ثوبه أو فراشه نظيفا; فليس له هم فيه.

قوله: ( إن كان في الحراسة; فهو في الحراسة، وإن كان في الساقة; فهو في الساقة )
لحراسة والساقة ليست من مقدم الجيش;فالحراسة أن يحرس الإنسان الجيش،
والساقة أن يكون في مؤخرته، وللجملتين معنيان:
أحدهما: أنه لا يبالي أين وضع،
             
إن قيل له: احرس; حرس،
          
وإن قيل له: كن في الساقة; كان فيها،
      فلا يطلب مرتبة أعلى من هذا المحل كمقدم الجيش مثلا.
الثاني: إن كان في الحراسة أدى حقها، وكذا إن كان في الساقة،
 والحديث صالح للمعنيين، فيحمل عليهما جميعا إذا لم يكن بينهما تعارض، ولا تعارض هنا

قوله: ( إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع) أي:
- هو عند الناس ليس له جاه ولا شرف، حتى إنه إن استأذن لم يؤذن له،

- وهكذا عند أهل السلطة ليس له مرتبة; فإن شفع لم يشفع،
ولكنه وجيه عند الله، وله المنزلة العالية; لأنه يقاتل في سبيله. 
والشفاعة: هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.
والاستئذان: طلب الإذن بالشيء. 

والحديث قسم الناس إلى قسمين:
الأول:  ليس له هم إلا الدنيا، إما لتحصيل المال، أو لتجميل الحال;
        فقد استعبدت قلبه حتى أشغلته عن ذكر الله وعبادته.
الثاني: أكبر همه الآخرة; فهو يسعى لها في أعلى ما يكون مشقة
       وهو الجهاد في سبيل الله، ومع ذلك أدى ما يجب عليه من جميع الوجوه.

2ويستفاد من الحديث:
١- أن الناس قسمان كما سبق.
٢- ذم الهمل لأجل الدنيا، ومدح العمل لأجل الآخرة،
٣- فضل التواضع
٤- فضل الجهاد في سبيل الله
٥- ذم الترف والتنعم، ومدح الخشونة والرجولة والقوة؛
     لأن ذلك يعين على الجهاد في سبيل الله.

المصدر : 

*القول المفيد / للشيخ ابن عثيمين
*الملخص في شرح كتاب التوحيد / للفوزان

*** شرح حديث تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة لعبد ائرزاق البدر http://m.youtube.com/watch?v=uAux-xNjJoI

انتهى    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق