من الإيمان الصبر على أقدار الله
♻♻الحــديث والخمــسون♻♻
عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
« لَيْسَ مِنّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوى الْجاهِلِيَّةِ »
البخاري/١٢٩٧ مسلم/١٠٣
١شرح الحديث
(ليس منا): هذا من باب الوعيد ولا ينبغي تأويله.
(من ضرب الخدود): خص الخدّ؛ لأنه الغالب،
وإلا فضرب بقية الوجه مثلُه.
(وشقّ الجيوب): جمع جيب وهو: مدخل الرأس من الثوب.
(دعوى الجاهلية): هي: الندب على الميت والدعاء بالويل والثبور.
2المعنى الإجمالي للحديث:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتوعد من فعل شيئاً من هذه الأمور؛ لأنها مشتملة على التسخط على الرب وعدم الصبر الواجب، والإضرار بالنفس من لطم الوجه، وإتلاف المال بشق الثياب وتمزيقها، والدعاء بالويل والثبور، والتظلم من الله تعالى.
3المقصد من الحديث:
أن فيه دليلاً على تحريم التسخط من قدر الله بالقول والفعل،
↩وأن ذلك من كبائر الذنوب.
4ما يستفاد من الحديث:
(1) تحريم التسخط من قدر الله
بالقول أو الفعل، وأنه من الكبائر.
(2) وجوب الصبر عند المصيبة.
(3) وجوب مخالفة الجاهلية؛ لأن مخالفتهم من مقاصد الشارع الحكيم.
المصدر : الملخص لشرح كتاب التوحبد/ للشيخ الفوزان
5فــائـــدة :
الناس حال المصيبة على مراتب أربع:
📌الأولى: التسخط:
🔻وهو إمــا أن يكون بالقلب،
كأن يسخط على ربه، ويغضب على قدر الله عليه، 〰>> وقد يؤدي إلى الكفر،
قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ}(الحج: من الآية11).
🔻وقد يكون باللسان;
كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك،
كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك،
🔻وقد يكون بالجوارح;
كلطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور، وما أشبه ذلك.
كلطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور، وما أشبه ذلك.
📌الثانية: الصبر،
وهو كما قال الشاعر:
الصبر مثل اسمه مر مذاقته ،،،، لكن عواقبه أحلى من العسل
فيرى الإنسان أن هذا الشيء ثقيل عليه ويكرهه، لكنه يتحمله ويتصبر،
وليس وقوعه وعدمه سواء عنده، بل يكره هذا ولكن إيمانه يحميه من السخط.
📌الثالثة: الرضا،
وهو أعلى من ذلك، وهو أن يكون الأمران عنده سواء بالنسبة لقضاء الله وقدره وإن كان قد يحزن من المصيبة; لأنه رجل يسبح في القضاء والقدر، أينما ينزل به القضاء والقدر فهو نازل به على سهل أو جبل،
إن أصيب بنعمة أو أصيب بضدها; فالكل عنده سواء، لا لأن قلبه ميت; بل لتمام رضاه بربه - سبحانه وتعالى - يتقلب في تصرفات الرب ( ولكنها عنده سواء; إذ إنه ينظر إليها باعتبارها قضاء لربه،
〰♦وهذا الفرق بين الرضا والصبر.
📌الرابعة: الشكر،
وهو أعلى المراتب،
وذلك أن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة، وذلك يكون في عباد الله الشاكرين حين يرى أن هناك مصائب أعظم منها،
♦وأن مصائب الدنيا أهون من مصائب الدين،
♦وأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة،
♦وأن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته، وربما لزيادة حسناته شكر الله على ذلك،
قال النبي:( ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا شيء إلا كفر له بها،
حتى الشوكة يشاكها) متفق عليه
قال النبي:( ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا شيء إلا كفر له بها،
حتى الشوكة يشاكها) متفق عليه
♦كما أنه قد يزداد إيمان المرء بذلك.
المصدر: القول المفيد / الشيخ بن عثيمين
انتهى♻♻♻
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق