الأربعاء، 7 يناير 2015

الحديث 23

**** بعض العبادات التي فيها نوع من الشرك ( عبادات منافيه لكمال التوحيد )


                       ♻الحديث الثالث والعشرون

عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى حُنَين ونحن حُدَثاء عهد بكفر وللمشركين سِدْرة يعكُفون عندها ويَنُوطُون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط. فمررنا بسِدْرة فقلنا يا رسول الله، اجعطل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذاتُ أنواط. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "الله أكبر -إنها السُّنَن- قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138] لتركبُن سَنَنَ من كان قبلكم"
رواه الترمذي وصححه/٢١٨٠ ... والامام احمد (5/ ٢١٨)

التعريف بالراوي:
أبو واقد الليثيّ: هو الحارث بن عوفٍ     
صحابيٌّ مشهور
مات سنة 68هـ وله 85 سنة.

شـــرح الحـــديث:
(حُنَيْن) : وادٍ يقع شرقي مكة بينه وبينها بضعةُ عشر ميلاً،
      قاتل فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبيلة هوازِن.
(حُدَثاءُ عهدٍ بكُفْرٍ) :  قريبٌ عهدنا بالكفر.يعكِفون: يقيمون عندها ويعظِّمونها ويتبركون بها.(ينوطون أسلحتهم): يعلِّقونها عليها للبركة.
   أنواط: جمع نَوْطٍ: وهو مصدرٌ سُمِّي به المنوطُ،
      سمِّيت بذلك لكثرة ما يناط بها من السلاح لأجل التبرك.
( اجعل لنا ذات أنواط) : سألوه أن يجعل لهم مثلها.(الله أكبر) : أجلُّ وأعظم صيغة تعجب.
(السُّنن) : بضمِّ السين:
     الطرق أي سلكتم كما سلك من قبلكم الطرق المذمومة.
(إسرائيل) : هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل
                  عليهم الصلاة والسلام.
(سُنن من كان قبلكم): بضم السين طرُقهم ويجوز فتح السين
                 بمعنى طريقِهم.


المعنى الإجمالي للحديث:                                                       
  يخبر أبو واقد عن واقعةٍ فيها عجبٌ وموعظة.                             
وهي أنهم غزوا مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قبيلة هوازن
وكان دخولهم في الإسلام قريباً فخفي عليهم أمر الشرك. فلما رأوا ما يصنع المشركون من التبرك بالشجرة طلبوا من الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يجعل لهم شجرة مثلَها.
فكبَّر النبي –صلى الله عليه وسلم- استنكاراً وتعظيماً لله وتعجُّباً من هذه المقالة.وأخبر أن هذه المقالة تشبه مقالة قوم موسى له لما رأوا من يعبد الأصنام: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} وأن هذا جريانٌ على طريقتهم. ثم أخبر- صلى الله عليه وسلم- أن هذه الأمة ستتبع طريقة اليهود والنصارى وتسلك مناهجَهم وتفعل أفعالهم وهو خبرٌ معناه الذم والتحذير من هذا الفعل.

المقصد من  الحديث :
أن فيه دليلاً على أن التبرك بالأشجار وغيرها شركٌ وتأليه مع الله.



فــوائد من الحــديث:                                                                  
 معرفة صورة الأمر الذي طلبوا:                                                     
أن يتبركوا بهذه الشجرة لا أن يعبدوها،
فدل ذلك على أن التبرك بالأشجار ممنوع،
وأن هذا من سنن الضالين السابقين من الأمم. 
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعذرهم، بل رد عليهم بقوله:
      وغلظ الأمر بهذه الثلاث. وهي قوله:
*"الله أكبر"،....*وقوله: "إنها السنن"،.....*وقوله: "لتركبن سنن من كان
أنهم إذا جهلوا هذا; فغيرهم أولى بالجهل:
لأن الصحابة لا شك أعلم الناس بدين الله،
فإذا كان الصحابة يجهلون أن التبرك بهذا؛ نوعٌ من اتخاذها إلها،
فغيرهم من باب أولى،  

والمقصد بهذا :
أن لا نغتر بعمل الناس، لأن عمل الناس قد يكون عن جهل،
فالعبرة بما دل عليه الشرع لا بعمل الناس. 
 الأمر الكبير وهو المقصود أنه أخبر أن طلبهم كطلب بني إسرائيل
لما قالوا لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ }
فهؤلاء طلبوا سدرة يتبركون بها كما يتبرك المشركون بها،
   
وأولئك طلبوا إلها كما لهم آلهة، فيكون في كلا الطلبين
 منافاة للتوحيد،
لأن التبرك بالشجر نوع من الشرك، واتخاذه إلها شرك واضح
أن نفي هذا من معنى: لا إله إلا الله، مع دقته وخفائه على أولئك:
أي: أن نفي التبرك بالأشجار ونحوها من معنى لا إله إلا الله،
فإن لا إله إلا الله تنفي كل إله سوى الله،
وتنفي الألوهية عما سوى الله- عز وجل-،
فكذلك البركة لا تكون من غير الله- سبحانه وتعالى-.


مبحث في التبرك.                                                                        
ما معنى التبرك والبركة؟؟....الامام ابن عثيمين رحمه الله..
من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما
الشرح:
قوله((تبرك)): تفعل من البركة, والبركة هي كثرة الخير وثبوته,
وهي مأخوذة من البركة بالكسر,
والبركة: مجمع الماء, ومجمع الماء يتميز عن مجرى الماء بأمرين :-
والتبرك: طلب البركة, وطلب البركة لا يخلو من أمرين:
1- الكثرة
2- الثبوت.
1- أن يكون التبرك بأمر شرعي معلوم: مثل القرآن,قال تعالى: ( كتب أنزلنه إليك مبارك).
2- أن يكون بأمر حسي معلوم, مثل: التعليم,والدعاء, ونحوه,فهذا الرجل يتبرك بعلمه ودعوته إلى الخير, فيكون هذا بركة
     
لأننا نلنا منه خيرا كثيرا.
وهناك بركات موهومة باطلة,
مثل ما يزعمه الدجالون: أن فلانا الميت الذي يزعمون أنه ولي أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك, فهذه بركة باطلة,لا أثرها لها, وقد يكون للشيطان أثر في هذا الأمر, لكنها لا تعدوا أن تكون آثارا حسية,بحيث إن الشيطان يخدم هذا الشيخ, فيكون في ذلك فتنة.
من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد 1-194/195

امثله للتبرك  من مركز الفتوى.                                                   
التبرك المشروع هو التبرك بما ورد به الشرعلأن التبرك أمر توقيفي ومما ورد التبرك به.
من الذوات: النبي صلى الله عليه وسلم وزمزم والحجر الأسود
ومن الأزمنة: رمضان وليلة القدر وعشر ذي الحجة
ومن الأماكن: مكة والمدينة وبيت المقدس
ومن الأعمال: الصلاة والصيام والزكاة 

وما لم يرد الشرع بجواز التبرك به فهو التبرك الممنوع :
ففي الذوات كالعلماء والأولياء
وفي الأزمنة: كليلة الأسراء وليلة المولد
وفي الأماكن: كالقبور ونحوها
وفي الأعمال: كالبدع والمحدثات.
وراجع لذلك التبرك المشروع والممنوع لعلي بن نفيع العلياني،
وكتاب التبرك أنواعه وأحكامه لناصر الجديع.
والله أعلم.







 أن ينبغي للمسلم أن يسبح ويكبر إذا سمع مالا ينبغي أن يقال
     في الدين وعند التعجب.

شرح حديث ذات أنواط
للشيخ صالح آل الشيخ
التبرك المشروع والتبرك الممنوع العلامة صالح الفوزان: 
http://m.youtube.com/watch?v=XVOZ_SHzdEA

التبرك وطلب البركة - الشيخ عادل المطيرات:http://m.youtube.com/watch?v=nQTwKpgPxCE

حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم - ابن عثيمين: http://m.youtube.com/watch?v=kI5_Ot29xcA

انتهى








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق