الأحد، 11 يناير 2015

الحديث 49

 ما زلنا في الألفاظ المنهي عنها.. التي تنافي التوحيد
10ـ النهي عن قول نسيت الآية كذا

الحـــديث التاسع الأربعون
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
               " بِئْسَمَا لأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ ،
           اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ ، فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ بِعُقُلِهِ "
                                      متفق عليه .... البخاري ٥٠٣٢   مسلم/٧٩٠
وفي رواية - عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : 
" تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدَّ تَفَلُّتًا
مِنْ أَحَدِكُمْ مِنْ الإِبِلِ مِنْ عُقلِهَا " 
 مسلم/٧٩١‏
1شرح الحديث
قوله : (  " بِئْسَمَا لأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُول)َ
- (بئس) هي أخت نعم , فالأولى للذم والأخرى للمدح
- (و ما ) نكرة موصوفة
(وأن يقول) مخصوص بالذم ,〰 أي بئس شيئا كان الرجل يقول .
‏قوله : ( نَسِيتُ ) ‏‏بفتح النون وتخفيف السين اتفاقا . ‏
‏قوله : ( آية كيت وكيت ) ‏
‏قال القرطبي :يعبر بهما عن الجمل الكثيرة، ومثلهما ذيت وذيت ومثل كذا.... ‏
‏قوله : ( بَلْ هُوَ نُسِّيَ ،)
‏‏بضم النون وتشديد المهملة المكسورة ,
🌿قال القرطبي : أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره
   أي؛ بئس الحال حال من حفظه ثم غفل عنه حتى نسيه
🌿وقال النووي : الكراهة فيه للتنزيه .
قوله : ( واستذكروا القرآن ) ‏
‏أي؛ واظبوا على تلاوته واطلبوا من أنفسكم المذاكرة به ,
🌿قال الطيبي : وهو عطف من حيث المعنى على قوله
   " بئس ما لأحدكم " أي لا تقصروا في معاهدته واستذكروه , 
قوله : ( فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا) 
أي:؛ تفلتا وتخلصا ,  وجاء بلفظ " تفلتا " 
(من صدور الرجال من النعم بعقله)
والنعم أصلها الأبل والبقر والغنم...والمراد بها هنا الأبل لانها هي التي تعقل
↩لأن من شأن الإبل تطلب التفلت ما أمكنها فمتى لم يتعاهدها برباطها تفلتت ,〰 فكذلك حافظ القرآن إن لم يتعاهده تفلت بل هو أشد في ذلك .
🌿وقال ابن بطال : هذا الحديث يوافق الآيتين قوله تعالى 
{ إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا }،{ولقد يسرنا القرآن للذكر } , 
ـ فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسر له ,
ـ ومن أعرض عنه تفلت منه . ‏‏

2فوائد

النهي والذم عن قول ( نسيت آية كذا )
واختلف في السبب المتعلق بالذم من قوله " بئس "
على خمس أوجه: اصحها 〰الوجه الخامس وهو ؛
أن سبب الذم والنهي ما في القول من الاشعار بعدم الاعتناء بالقرآن، إذ لا يقع النسيان إلا بترك التعاهد وكثرة الغفلة،
فلو تعاهد بتلاوته لدام حفظه وتذكره 

🌿قال القاضي عياض: هذا القول أولى ما يتأول عليه الحديث
         ذم الحال لا ذم القول  أي؛
   بئس الحال حال من حفظه ثم غفل عنه حتى نسيه. أهـ
حكمه: واتفق العلماء على أنه كراهة التنزيه
 لا يليق بمن أصابته هذه المصيبة أن يفخر بحصولها، ولا أن يتشدق بها، فإذا بليتم فاستتروا، وإن التصريح بقول: نسيت آية كذا أو سورة كذا مما كنت أحفظ مشعر باستهانة الإنسان بما نسي،  فلو كان مهتما به حريصا عليه ما نسيه، وعض عليه بالنواجذ وقام عليه بالليل والنهار
🌿قال الحافظ ابن حجر في الفتح :
〰ما دام التعاهد موجوداً فالحفظ موجود ،
〰كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ ،
== وخصّ الإبل الذكر ؛لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً ،
    وفي تحصيلها بعد استكمان نفورها صعوبة

المصدر :
فتح الباري لشرح صحيح البخاري 
وشرح النووي لصحيح مسلم

من الكتب التى يهتم بإقتنائها 
كتاب معجم المناهي اللفظية اسم المؤلف : الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد
http://www.islamhouse.com/169026/ar/ar/books/

معجم_المناهي_اللفظية

انتهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق