الاثنين، 5 يناير 2015

الحديث 8

توحيد الله وشروط لا إله إلا الله وفضلها


الحديث الثامن
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «
 يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَاب. ٍ قَالُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! 
 قَالَ : هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ »
......رواه مسلم / الإيمان/ ٢١٨

1 التعريف بالراوي :
عمران بن حصين 
صحابي أسلم هو وأبوه وأبو هريرة في وقت واحد سنة 7 هـ،
كما شهد بعض الغزوات مع الرسول، 
وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح
مرض عمران لسنوات طويلة، ومع ذلك كان يتحمل الآلام
    فقال ابن سيرين: "سقى بطن عمران بن حصين ثلاثين سنة، كل ذلك يعرض عليه الكي، فيأبى، حتى كان قبل موته بسنتين، فاكتوى"، 
توفي سنة 52 هـ بالبصرة.
قال الحسن وابن سيرين البصرى :
ما قدم البصرة "راكب خير منه" وقد كانت الملائكة تسلم عليه فلما اكتوى انقطع عنه سلامهم ثم عادوا قبل موته بقليل فكانوا يسلمون عليه وعلى أبيه.

2 شرح الحديث: 
هذا الحديث له نظائر احاديث طويله في السبعين ألف
الذين يدخلون الجنه بغير حساب ولا عذاب
 أخرجه  البخاري / ٣٤١٠... ومسلم /220....
والترمذي /2448.....وغيرهم
بلا حساب : أي: لا يحاسبون ولا يعذبون
                      قبل دخولهم الجنة لتحقيقهم التوحيد.
لا يسترقون: لا يطلبون من يرقيهم استغناء عن الناس.
     أي لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم لما يلي:
         1- لقوة اعتمادهم على الله.
         2 - لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله.
         3 - ولما في ذلك من التعلق بغير الله.

ولا يكتوون: لا يسألون غيرهم أن يكويهم بالنار.
ولا يتطيرون: لا يتشاءمون بالطيور ونحوها.
وعلى ربهم يتوكلون: يعتمدون في جميع أمورهم عليه
  لا على غيره ويفوّضون أمورهم إليه.
فانتفاء هذه الأمور عنهم يدل على قوة توكلهم.

3 الفرق بين الراقي والمسترقي :
🔻أن المسترقي: سائل مستعط ملتفت إلى غير الله بقلبه
🔻والراقي: محسنوإنما المراد وصف السبعين ألفا بتمام التوكل،
     فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم.

4 المقصد من الحديث : 

ـ أن فيه شيئاً من بيان معنى حقيقة التوحيد
      وثواب ذلك عند الله تعالى.

كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد.
 كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل. 

فمن ترك هذه الصفات توكلا لا تجلدا ولا تصبرا
     (تجلَّدَ : تصبَّر وتحلّى بالثَّبات والرِّضا)
 
فهو من كمال تحقيق التوحيد
  
اي: تخليصه من الشرك...بعدم تعلق القلب بهذه الاسباب


فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله
 -ما هي صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب؟
بيَّنهم النبي صلى الله عليه وسلم، بأنهم المستقيمون على دين الله، السبعون ألفاً، ومع كل ألف سبعون ألفاً. مقدم هذه الأمة المؤمنة، مقدموهم يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر.
وهم الذين جاهدوا أنفسهم لله، واستقاموا على دين الله، أينما كانوا في أداء الفرائض، وترك المحارم، والمسابقة إلى الخيرات.
ومن صفاتهم: لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون: لا يسترقون
 يعني ما يطلبون من يرقيهم، ولا يكتوون،
وليس معناه تحريم هذا، لا بأس بالاسترقاء ولا بأس بالكي عند الحاجة إليهما، ولكن من صفاتهم ترك ذلك والاستغناء بالأسباب الأخرى، لا يطلبون من يرقيهم، ما يقول يا فلان ارقني، ولكن إذا دعت الحاجة لا بأس، لا يخرجه ذلك إذا دعت الحاجة عن السبعين، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أن تسترقي في بعض مرضها ، وأمر أم أيتام جعفر بن أبي طالب أن تسترقي لهم ، كما في الحديث الصحيح.
وهكذا الكي، كوى بعض أصحابه عليه الصلاة والسلام، وقال:
 "
الشفاء في ثلاث، كية نار، أو شرطة محجم أو شربة عسل، وما أحب أن أكتوي، وقال: وأنا أنهى أمتي عن الكي"، فالكي آخر الطب، إذا تيسر الطب الآخر فهو أولى، وإذا دعت الحاجة إليه فلا بأس.
أخرجه ابن ماجه في كتاب الطب، باب الكي، /3491
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون

**شاهد "من حديث السبعون ألف الذين يدخلون الجنة" على YouTube - من حديث السبعون ألف الذين يدخلون الجنة :http://youtu.be/3XBmM9AZo28

**شاهد "شرح حديث سبعون الفا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذا…" على YouTube - شرح حديث سبعون الفا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذا

انتهى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق