أحاديث في الكبائر التي جاء الوعيد لمن فعلها
( أفعال منافية لكمال التوحيد )
♻♻الحــديث التاسع والســبعون♻♻
« لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ،...»
مسلم/٩١
١ شرح الحديث
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة نم كبر" فقال رجلٌ : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة؟ قال: إن الله جميل يحبٌ الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناسِ رواه مسلم.
وهذا الحديث من أحاديث الوعيد التي يطلقها الرسول صلى الله عليه وسلم تنفيراً عن الشيء، وإن كانت تحتاج إلى تفصيل حسب الأدلة الشرعية..〰♦ فالذي في قلبه كبر،
♦إما أن يكون كبراً عن الحق وكراهة له،
فهذا كافر مخلداً في النار ولا يدخل الجنة؛
لقوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) (محمد:9)،
ولا يحبط العمل إلا بالكفر كما قال تعالى: ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(البقرة: 217).
ولا يحبط العمل إلا بالكفر كما قال تعالى: ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(البقرة: 217).
♦وأما إذا كان كبراً على الخلق وتعاظماً على الخلق، لكنه لم يستكبر عن عبادة الله، فهذا لا يدخل الجنة دخولاً كاملاً مطلقاً لم يسبق بعذاب؛ بل لابد من عذاب على ما حصل من كبره وعلوائه على الخلق ثم إذا طهر دخل الجنة.
ـــ ولما حدث النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث قال رجل: يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة.
✒يعني فهل هذا من الكبر؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله جميل يحب الجمال)
جميل في ذاته، جميل في أفعاله، جميل في صفاته،
كل ما يصدر عن الله عزّ وجلّ فإنه جميل وليس بقبيح؛ بل حسن، تستحسنه العقول السليمة، وتستسيغه النفوس.
وقوله: ( يحب الجمال) أي يحب التجمل
✒يعني أنه يحب أن يتجمل الإنسان في ثيابه، وفي نعله، وفي بدنه، وفي جميع شؤونه؛ لأن التجمل يجذب القلوب إلى الإنسان، ويحببه إلى الناس، بخلاف التشوه الذي يكون فيه الإنسان قبيحاً في شعره أو في ثوبه أو في لباسه،
فلهذا قال: (( إن الله جميل يحب الجمال )) أي يحب أن يتجمل الإنسان.
فلهذا قال: (( إن الله جميل يحب الجمال )) أي يحب أن يتجمل الإنسان.
⛅ مبـــــحـث في الكــــبر :
والكبر : هو الترفع واعتقاد الإنسان نفسه أنه كبير،
وأنه فوق الناس، وأن له فضلاً عليهم.
والإعجاب: أن يرى الإنسان عمل نفسه فيعجب به،
ويستعظمه ويستكثره.
فالإعجاب يكون في العمل،
والكبر يكون في النفس،
...** وكلاهما خلق مذموم الكبر والإعجاب.
⛅والكبر نوعان: ♦كبر على الحق ♦وكبر على الخلق،
وقد بيّنهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
( الكبر بطر الحق وغمط الناس)
(فبطر الحق): يعني رده والإعراض عنه، وعدم قبوله،
(وغمط الناس): يعني احتقارهم وازدراءهم وألا يرى الناس شيئاً، ويرى أنه فوقهم.
♦♦أما بطر الحق:
فهو ردّه، وألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتداداً بنفسه ورأيه، فيرى والعياذ بالله أنه أكبر من الحق،
✒وعلامة ذلك أن الإنسان يؤتى إليه بالأدلة من الكتاب والسنة، ويُقال : هذا كتاب الله، هذه سنة رسول الله، ولكنه لا يقبل؛ بل يستمر على رأيه،
↩فهذا ردٌّ الحق والعياذ بالله.
*** وكثيرٌ من الناس ينتصر لنفسه، فإذا قال قولاً لا يمكن أن يتزحزح عنه، ولو رأى الصواب في خلافه، ولكن هذا خلاف العقل وخلاف الشرع.... وهو كبر على الخلق؛
لا يرى الناس شيئاً، ويرى أنه فوقهم.
وقيل لرجل : ماذا ترى الناس؟
قال لا أراهم إلا مثل البعوض، فقيل له: إنهم لا يرونك إلا كذلك.
قال لا أراهم إلا مثل البعوض، فقيل له: إنهم لا يرونك إلا كذلك.
وقيل لآخر: ما ترى الناس؟ قال: أرى الناس أعظم مني، ولهم شأن، ولهم منزلة، فقيل له: إنهم يرونك أعظم منهم، وأن لك شأناً ومحلاً.
↩فأنت إذا رأيت الناس على أي وجه؛ فالناس يرونك بمثل ما تراهم به، إن رأيتهم في محل الإكرام والإجلال والتعظيم، ونزلتهم منزلتهم عرفوا لك ذلك، ورأوك في محل الإجلال والإكرام والتعظيم، ونزلوك منزلتك، والعكس بالعكس.
وقال تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (لقمان:18).
{تصعير الخد للناس} أن يعرض الإنسان عن الناس، فتجده والعياذ بالله مستكبراً لاوياً عنقه، تحدثه وهو يحدثك وقد صد عنك، وصعّر خده.
شرح رياض الصالحين / للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله-
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/printer_18217.shtml
📌 قال ابن القيم في كتابه فوائد في أركان الكفر :
ان اركان الكفر أربعة :
الإباء...والاستكبار...والحسد...والعجب
♦الإباء ♦والاستكبار. صفتان مذمومتان من صفات ابليس
{.... فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ﴾البقرة:٣٤
✏ مقتبس من دروس الاستاذه ميادة الماضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق