الاثنين، 19 يناير 2015

الحديث 92


الحــديث الثاني والتســـعون 
عَنْ ابْنِ عَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَاْلَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ:

« لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ
جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ »
 متفق عليه... البخاري/٦٤٣٦

١شـرح الحـديث:
وفي رواية:" لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْأ مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا...."
(لبتغى) : لطلب..او لتنمى
(لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب)  :
     كأنه قيل لا يشبع من خلق من التراب إلا بالتراب 

🌿قال الكرماني:
المقصود ؛ كناية عن الموت.. لانه مستلزم للإمتلاء
فكأنه قال: لا يشبع من الدنيا حتى يموت
( ويتوب الله على من تاب): فكأنه قال: حب المال جبل في الإنسان
    ولكن يمكن تهذيبه بتوفيق الله لمن يريد ذلك
🌿قال النووي:
إن الله يقبل التوبة من الحرص المذموم وغيره من المذمومات

3المعنى الإجمالي:
- طبع الله الانسان على حب المال والسعي في طلبه وعدم الشبع منه حتى لو ملك جبلا من الذهب لتمنى ثانيا.. ولو ملك جبلين من ذهب وفضه لتمنى ثالثا.. هكذا....
- لا يقنع حتى يموت، ويدفن، وحتى يمتلئ فمه وعيناه وجوفه بعد الفناء بالتراب
- وخير الناس من عصمه الله من هذا الشر ورزقه غنى النفس، وجعل دنياه في يده لا في قلبه.
- وخير الناس من جعل الدنيا وسيلة الآخرة

🌿قال عمر حينما صبت أمامه كنوز كسرى
( اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللهم ألهمنا الرضا، وارزقنا أن ننفقه فيما يرضيك يا رب العالمين.)

4ما يستفاد من الحديث:
١- ان حب المال وعدم الشبع منه جبلي في الانسان،
٢- ذم هذه ااصفة والحث على تهذيبها وتقويمها،
٣- التحول إالى المصالح وطلب توفيق الله لتقويم المعوج من الطباع

المنهل الحديث شرح السنه للامام البغوي/ فتح الباري/ شرح النووي

٢فائــــــده:
ـــ ﺇﻥ ﻣﻦ ﻋﺪﻝ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻄﻲ ﻣَﻦ ﻳﺸﺎﺀ، ﻭﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الزخرف: 32].
🌿قال ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -:
" ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ الأﺭﺯﺍﻕ، ﻭﺍﻟﺤﻈﻮﻅ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ،

....لا ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ الأﺭﺽ أﻟﺒﺘﺔ ﺗﺒﺪﻳﻠﻬﺎ ولا ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ".
🌼ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﻘﻨﻊ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،
↩ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺮﺹ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﻦ الأﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒًﺎ - ﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ورحمته - ﻟﻠﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻣﺘﺜﺎلاً ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].
فاﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﻟﻪ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ،
ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻫﻲ ﺩﺍﺭ ﻣﻤﺮ، لا ﺩﺍﺭ ﻣﺴﺘﻘﺮ، 
ﻓﻨﺮﺍﻩ ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺹ، 
ﻭﻳﺮﺿﻰ ﺑﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، 
ﻭﻳﺴﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ ﻟﻪ، ﻭﻳﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ - ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ - ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻳﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ،
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ - صلى الله عليه وسلم - ﻣﻦ ﺃﻗﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺯﻫﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﺭﻏﺒﻬﻢ ﻓﻲ الآﺧﺮﺓ، ﻭﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﺑﺎﻫﺎ؛ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﺰﻭﺍﻟﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﺛﻨﻰ صلى الله عليه وسلم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻰ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻓﻘﺎﻝ صلى الله عليه وسلم :((ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﻫﺪﻱ ﻟﻺ‌ﺳﻼﻡ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻴﺸﻪ ﻛﻔﺎﻓًﺎ ﻭﻗﻨﻊ))؛ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ،

[وأصله في مسلم].

🌿ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﻔﻮﺭﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -:
(( ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻴﺸﻪ ﻛﻔﺎﻓًﺎ ))؛أﻱ:
لا ﻳﻨﻘﺺ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ، ولا ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﻳﺘﻪ ﻓﻴﺒﻄﺮ ﻭﻳﻄﻐﻰ،
(ﻭﻗﻨﻊ)؛ ﺃﻱ:
ﺭﺿﻲ ﺑﺎﻟﻘﺴﻢ، ﻭﻟﻢ ﺗﻄﻤﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ..."؛( ﺗﺤﻔﺔ الأﺣﻮﺫﻱ.)
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ لا ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺇﻧﻤﺎﺀ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ، ﻭلا ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﻜﺴﺐ ﺭﺯﻗﻪ،
  ﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻄﻠﻮﺏ؛ ﺣﻴﺚ ﺑﻪ  🔻
ﺗﺘﻢ ﺍلاﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻧﻴﺎﻩ 
ﻭﺍلاﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺠﺪ ﺑﻌﻮﻥ ﻣﻮلاﻩ ﻓﻲ ﺃﺧﺮﺍﻩ.
🔖ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺨﻂ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻣﺎ ﺭﺯﻕ؛
لأﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ - ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ
🔖ولا ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻣﺜﻠﻪ ﺿﻌﻒ ﺭﺯﻗﻪ؛
لأﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺷﻜﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻟﺨﻠﻘﻪ.

انتهى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق