الخميس، 22 يناير 2015

الحديث 93


الحــديث الثاني التســـعون 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم  َ:

« لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْس » 

متفق عليه ..البخاري/٦٤٤٦ِ

١شـرح الحـديث:

(كَثْرَةِ الْعَرَضِِ) :الْعَرَضُ هُنَا بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ جَمِيعًا ،
     وَهُوَ مَتَاعُ الدُّنْيَا . 

2وَمَعْنَى الاجمالي الْحَدِيثِ : 

- الْغِنَى الْمَحْمُودُ غِنَى النَّفْسِ وَشِبَعُهَا وَقِلَّةُ حِرْصِهَا ،
لَا كَثْرَةَ الْمَالِ مَعَ الْحِرْصِ عَلَى الزِّيَادَةِ ؛
لِأَنَّ مَنْ كَانَ طَالِبًا لِلزِّيَادَةِ لَمْ يَسْتَغْنِ بِمَا مَعَهُ فَلَيْسَ لَهُ غِنًى .
📔شرح النووي لصحيح مسلم
(العَرَضُ) بفتح العين والراءِ : هُوَ المَالُ .
أي : ليس حقيقة الغنى كثرة المال مع الحرص ، وإنما الغني من استغنى بما آتاه الله ، وقنع به ، وإنما كان الممدوح غنى النفس ، لأنها حينئذٍ تكفّ عن بث المطامع فتعز. .
وقال الشاعر :
🔻
ومن ينفق الساعاتِ في جمع ماله .... مخافة فقر فالذي فعل الفقر
وقال بعض العارفين :
🔻
رضينا بقسمة الجبار فينا .... لنا علم وللجهل مالُ
فإن المال يفنى عن قريب .... وإن العلم كنز لا يزال
📕شرح رياض الصالحين /للشيخ ابن عثيمين

3فوائد الحديث
1) (الغنى) أي: أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس
🌿 قال ابن بطال:" معنى الحديث
- ليس حقيقة الغنى كثرة المال، لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه ، فكأنه فقير لشدة حرصه
- وإنما حقيقة الغنى غنى النفس وهو: 
♦ من استغنى بما أوتي، 
♦ وقنع به ورضي 
 ولم يحرص على الازدياد ولا ألح في الطلب 〰*فكأنه غني".2) 🌿 قال القرطبي :
المرء إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع فعزت وعظمت،
وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه ↩فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله، ويكثر من يذمه من الناس، ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل.
3) أن الفقر والغنى ابتلاء من الله يختبر بهما عباده في الشكر والصبر

ـ كما قال تعالى:(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
ـ وقال تعالى: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً).
4) على المسلم أن يصبر عند الشدة؛ فلا يتسخط أو يضجر، بل يكون راضياً بقضاء الله وقدره عليه، فإن ذلك يورثه الطمأنينة في قلبه، والراحة في نفسه.
5) أنه لا حرج على المسلم من طلب المال واكتسابه من طرقه المباحة؛ ليقضي به مصالحه، وينفق منه على من يعول، ويبذل ما تيسر منه في سبل الخير المختلفة،

ولكن المحذور هو في طلبه من كل طريق بلا تمييز بين الحلال والحرام، أو أن يبالغ في السعي في تحصيله فيضيع الوجبات والفرائض من أجل الازدياد منه.


فتح الباري لابن حجر (18/ 264).http://alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=4492&menu_id=1353

 فـائـــده:  يقول ابن القيم "أنت مملوك مُمتحن في صورة مالك مُتصرف":
- فقد يكون لديك سيارة و منزل و أموال.. فتظن أنك مالك، ولكن الحقيقة أنك لست مالكًا.. أنت مملوك.. فأنت ومَالَك مِلك لله سبحانه وتعالى.
- "مُمتحن".. انتبه لهذه جيدًا!،
مُمتحن.. أي أن الله يمتحنك بهذه الأموال، قال تعالى:{وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} النور-آية:33، {جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} الحديد- آية:7.
- فالأموال هذه ليست أموالك.. أعطاك الله إياها كامتحان، قال سبحانه: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا(7)وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)} الكهف.
- فأموالك وكل أملاكك التي لديك.. الله مُبتليك بها، فإذا علم الإنسان أنه ليس مالك.. وأن هذا ملك الله، ↩فيكون خاضع للملك، ولكن عندما يرى نفسه مالك فإنه يطغى.  ...
📌فمثلاً
تجد الرجل الذي يحمل صناديق هدايا على يده.. فإنه يمشي رافعًا رأسه - هذا هو الطغيان- لأن يديه مليئة بالهدايا، أما الذي لا يحمل شيء فتجده يمشي منحني الرأس ينظر إلى الأرض.... أفهمتني؟!
إذن.. الذي يرى نفسه مالكًا يطغى، وفي الحقيقة هو لا يملك،
لذلك "ليس الغنى عن كثرة العرض".. فكثرة العرض فقر. فالذي يملك بيت هنا وبيت هناك، وفيلا هنا وفيلا هناك، وسيارة هنا وسيارة هناك، يملك كل هذا ومازال يشتهي هذا ويشتهي هذا.. فهذا هو الفقر.. فقر النفس.
فليس الغنى عن كثرة العرض.. أي كثرة أنواع المملوكات، إنما الغنى غنى النفس، أن يكون الإنسان من داخله غني.. غني بالله سبحانه وتعالى.
- في القلب فاقة مهما كان الإنسان غنيًا، مهما كان الإنسان مالكًا، مهما كان الانسان قويًا، فهو فقير....، في القلب فاقة عظيمة وضرورة تامة، وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغني الحميد، الذي إذا حصل للعبد حصل له كل شيء، وإن فاته فاته كل شيء.
🌿يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله في كتاب (المدهش):
" يا ابن آدم.. أنا بُدك اللازم فالزم بُدك.. فإنك إن وجدتني وجدت كل شيء..

  وإن فتُك فاتك كل شيء ". هذه هي،
ـ فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غني سواه، فالغني به سبحانه وتعالى هو الغني في الحقيقة ولا غنى بغيره البته،
ـ فمن لم يستغني به عما سواه تقطعت نفسه على السوى حسرات، ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة، وحضره كل سرور وفرح.
http://www.hayran.info/articles.php?catid=122&id=694



نتهى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق