**** بعض العبادات التي فيها نوع من الشرك ( عبادات منافيه التوحيد )
♻♻الحديث الثاني والثلاثون♻♻
عن أنسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«(لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل). قالوا: وما الفأل؟
قال: ((الكلمة الطيبة) »
البخاري/ ٥٧٧٦، مسلم/ ٢٢٢٤
ومن التشاؤم عند العرب ما يدخل في حديث أبي هريرة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا عدوى، ولا طِيَرة، ولا هامة، ولا صَفَر"
البخارى/٥٧٥٧،ومسلم/٢٢٢٠
1شرح الحديث
( لا عدوى) :
العدوى اسمٌ من الإعداء، وهو مجاوزة العلة من صاحبها إلى غيره، 〰والمنفيّ ما كان يعتقده أهل الجاهلية أن العلة تسري بطبْعها لا بقدر الله.
العدوى اسمٌ من الإعداء، وهو مجاوزة العلة من صاحبها إلى غيره، 〰والمنفيّ ما كان يعتقده أهل الجاهلية أن العلة تسري بطبْعها لا بقدر الله.
( ولا طيَرة) :
الطيرة هي: التشاؤم بالطيور والأسماء والألفاظ والبقاع والأشخاص
و( لا) يحتمل أن تكون نافية أو ناهية والنفي أبلغ.
الطيرة هي: التشاؤم بالطيور والأسماء والألفاظ والبقاع والأشخاص
و( لا) يحتمل أن تكون نافية أو ناهية والنفي أبلغ.
( ويعجبني الفأل) :
أي يسرني والفأل بينه بقوله " الكلمة الطيبة "
فالكلمة الطيبة تعجبة صلى الله عليه وسلم لما فيها من إدخال السرور على النفس والانبساط والمضي قدما لما يسعى إليه الإنسان،
〰وليس هذا من الطيرة بل هذا مما يشجع الإنسان، لإنها لا تؤثر عليه بل تزيده طمأنية وإقداما وإقبالا.
أي يسرني والفأل بينه بقوله " الكلمة الطيبة "
فالكلمة الطيبة تعجبة صلى الله عليه وسلم لما فيها من إدخال السرور على النفس والانبساط والمضي قدما لما يسعى إليه الإنسان،
〰وليس هذا من الطيرة بل هذا مما يشجع الإنسان، لإنها لا تؤثر عليه بل تزيده طمأنية وإقداما وإقبالا.
قوله:(ولا هامة) :
الهامة; بتخفيف الميم فسرت بتفسيرين:
الأول: أنها طير معروف يشبه البومة، أو هي البومة، تزعم العرب أنه إذا قتل القتيل; صارت عظامه هامة تطير وتصرخ حتى يؤخذ بثأره، وربما اعتقد بعضهم أنها روحه.
الثاني: أن بعض العرب يقولون: الهامة هي الطير المعروف، لكنهم يتشاءمون بها، فإذا وقعت على بيت أحدهم ونعقت; قالوا: إنها تنعق به ليموت، ويعتقدون أن هذا دليل قرب أجله،
〰وهذا كله - بلا شك - عقيدة باطلة.
الهامة; بتخفيف الميم فسرت بتفسيرين:
الأول: أنها طير معروف يشبه البومة، أو هي البومة، تزعم العرب أنه إذا قتل القتيل; صارت عظامه هامة تطير وتصرخ حتى يؤخذ بثأره، وربما اعتقد بعضهم أنها روحه.
الثاني: أن بعض العرب يقولون: الهامة هي الطير المعروف، لكنهم يتشاءمون بها، فإذا وقعت على بيت أحدهم ونعقت; قالوا: إنها تنعق به ليموت، ويعتقدون أن هذا دليل قرب أجله،
〰وهذا كله - بلا شك - عقيدة باطلة.
قوله: (ولا صفر)
قيل: إنه شهر صفر، كانت العرب يتشاءمون به ولا سيما في النكاح.
〰فالمراد نفي كونه مشؤوما; أي: لا شؤم فيه، وهو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير ويقدر فيه الشر.
قيل: إنه شهر صفر، كانت العرب يتشاءمون به ولا سيما في النكاح.
〰فالمراد نفي كونه مشؤوما; أي: لا شؤم فيه، وهو كغيره من الأزمان يقدر فيه الخير ويقدر فيه الشر.
*ملاحظة وهذا النفي في هذه الأمور الأربعة:
ليس نفيا للوجود; لأنها موجودة ولكنه نفي للتأثير;
〰فالمؤثر هو الله،
↩فما كان منها سببا معلوما; فهو سبب صحيح،
↩وما كان منها سببا موهوما; فهو سبب باطل،
ويكون نفيا لتأثيره بنفسه إن كان صحيحا، ولكونه سببا إن كان باطلا.
فقوله: " لا عدوى "
العدوى موجودة، ويدل لوجودها
قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يورد ممرض على مصح " أي: لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل الصحيحة; لئلا تنتقل العدوى.
وقوله صلى الله عليه وسلم " فر من المجذوم فرارك من الأسد "
العدوى موجودة، ويدل لوجودها
قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يورد ممرض على مصح " أي: لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل الصحيحة; لئلا تنتقل العدوى.
وقوله صلى الله عليه وسلم " فر من المجذوم فرارك من الأسد "
وفيه إثبات لتأثير العدوى، لكن تأثيرها ليس أمرا حتميا، بحيث تكون علة فاعلة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالفرار، وأن لا يورد ممرض على مصح
من باب تجنب الأسباب لا من باب تأثير الأسباب بنفسها;
فالأسباب لا تؤثر بنفسها، لكن ينبغي لنا أن نتجنب الأسباب التي تكون سببا للبلاء; لقوله تعالى:{ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }
ولا يمكن أن يقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم ينكر تأثير العدوى; لأن هذا أمر يبطله الواقع والأحاديث الأخرى.
من باب تجنب الأسباب لا من باب تأثير الأسباب بنفسها;
فالأسباب لا تؤثر بنفسها، لكن ينبغي لنا أن نتجنب الأسباب التي تكون سببا للبلاء; لقوله تعالى:{ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }
ولا يمكن أن يقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم ينكر تأثير العدوى; لأن هذا أمر يبطله الواقع والأحاديث الأخرى.
وكذلك الطيور موجوده... وصفر موجود
فالنفي لا لعدم وجودهم بل نفي لتأثيرهم على الحقائق
فالنفي لا لعدم وجودهم بل نفي لتأثيرهم على الحقائق
ما يستفاد من الحديث:
(1) إبطال الطيرة.
(2) إبطال اعتقاد الجاهلية أن الأمراض تُعدي بطبيعتها
لا بتقدير الله تعالى.
(3) إبطال التشاؤم بالهامة وشهر صفر.
(4)وجوب التوكل على الله والاعتماد عليه.
(5)أن من تحقيق التوحيد الحذر من الوسائل المفضية إلى الشرك.
(6) إبطال ما يفعله بعض الناس من التشاؤم بالألوان، كالأسود والأحمر، أو بعض الأرقام والأسماء والأشخاص وذوي العاهات.
واعلم أن
التطير ينافي التوحيد، ووجه منافاته له من وجهين:
الأول: أن المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غير الله.
الثاني: أنه تعلق بأمر لا حقيقة له، بل هو وهم وتخييل، فأي رابطة بين هذا الأمر، وبين ما يحصل له، وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد،
〰 لأن التوحيد عبادة واستعانة،
قال تعالى:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
وقال تعالى:{ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } [هود: 123].
التطير ينافي التوحيد، ووجه منافاته له من وجهين:
الأول: أن المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غير الله.
الثاني: أنه تعلق بأمر لا حقيقة له، بل هو وهم وتخييل، فأي رابطة بين هذا الأمر، وبين ما يحصل له، وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد،
〰 لأن التوحيد عبادة واستعانة،
قال تعالى:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
وقال تعالى:{ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } [هود: 123].
وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى علاج التشاؤم ، وذلك فيما
أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 2 / 220 ) وصححه الألباني في الصحيحة ( 1065 )
من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال :
( من ردّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ، قالوا : وما كفارة ذلك ؟ قال :
أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ،ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك )
المصدر : الجامع الفريد
أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 2 / 220 ) وصححه الألباني في الصحيحة ( 1065 )
من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال :
( من ردّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ، قالوا : وما كفارة ذلك ؟ قال :
أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ،ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك )
المصدر : الجامع الفريد
♻والخلاصة:
أن. هذه الاحاديث تدل على أنه ؛
لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه. إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.
إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية من التطير بالمرئيات والمسموعات مما يكرهون وتردهم عن حاجتهم فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الحديث الآخر:((الطيرة شرك الطيرة شرك))/ابو داود/ ٣٩١٠
〰وانه من عمل الجاهلية والمشركين
فقال الله في قوم موسى:{ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ }[الأعراف:131]،
قال الله تعالى:{ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ} ومعنى: يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ: أنه إذا جاءهم البلاء والجدب والقحط قالوا: هذا من موسى وأصحابه،
فأبطل الله هذه العقيدة بقوله: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ}
〰اي،أن ما يصيبهم من الجدب والقحط ليس من موسى وقومه، ولكنه من الله، فهو الذي قدره ولا علاقة لموسى وقومه به،
فقال الله في قوم موسى:{ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ }[الأعراف:131]،
قال الله تعالى:{ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ} ومعنى: يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ: أنه إذا جاءهم البلاء والجدب والقحط قالوا: هذا من موسى وأصحابه،
فأبطل الله هذه العقيدة بقوله: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ}
〰اي،أن ما يصيبهم من الجدب والقحط ليس من موسى وقومه، ولكنه من الله، فهو الذي قدره ولا علاقة لموسى وقومه به،
.أما الفأل: فهو أن يسمع الإنسان الكلمة الطيبة، فتسره، ولكن لا ترده عن حاجته، 〰ومن أمثلة ذلك
أن يسمع المريض من يقول: يا سليم يا معافى فيسره وهكذا إذا سمع من ينشد ضالة: من يقول: يا واجد، أو يا ناجح أو يا موفق ذلك ويتفاءل به.
أن يسمع المريض من يقول: يا سليم يا معافى فيسره وهكذا إذا سمع من ينشد ضالة: من يقول: يا واجد، أو يا ناجح أو يا موفق ذلك ويتفاءل به.
فتوى:
سئل علماء اللجنة الدائمة :
قد حصل مني عند عقد الزواج فرقعة إصبع ، وأنا جاهل في أن فرقعة الأصابع وتشبيك الأصابع يضعن تعقيداً للزواج ، وبعد أن علمتُ خجلتُ أن أسأل ، وأنا لي ثلاثة أطفال ، ومدة زواجي سبع سنوات ، فماذا أفعل ؟ هل أعقد عقداً جديداً أو ماذا أفعل ؟ .
✏فأجابوا :
إذا كان الواقع كما ذكرتَ : فلا تأثير لما ذكرتَ من تشبيك الأصابع ، وفرقعتها حين إجراء عقد النكاح ، فلا أثر لذلك على العقد ، بل هو صحيح ، ولا تحتاج إلى إعادته ،واترك التشاؤم مما ذكرتَ ومن غيره ؛ لأنه مناف للإسلام .
〰الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 18 / 114 ) .
وكل ما جاء في السؤال فهو من الباب نفسه الذي أدخل الشيطان منه كثيراً من الناس ، فجعلهم يتشاءمون من أشياء لا تأثير لها على واقعهم ، فلا يزال المسلمون يسبحون ويرشون بعضهم بعضاً بالماء ، ويلعب الأطفال في برك السباحة ، ولا يُعلم تأثير ذلك عليهم سلباً ، ومثله يقال في خرافة فتح وإغلاق المقص ، والعبور فوق الطفل ، وقص الأظافر ليلاً ، وكنس البيت بالليل ، والامتناع عن الغسيل يوم الاثنين ، وغير ذلك مما لا حصر له من خرافاتهم وأوهامهم التي تخوفهم مما لا يُخاف منه ، وتُبعدهم عن العمل والتفاؤل ، وتنقض توكلهم على ربهم تعالى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق