الثلاثاء، 13 يناير 2015

الحديث 70

أحاديث في  الكبائر التي جاء الوعيد لمن فعلها
( أفعال منافية لكمال التوحيد )

                                                         ♻♻الحــديث الســـبعون
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رسولِ اللهِ  صلى الله عليه وسلم  أَنَّهُ قَالَ:
"يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ"

 فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟

قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَ تَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، "

مسلم/٧٩


1ما يناسب الحديث من شواهد:
فعَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) قَالُوا :  بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : ( بِكُفْرِهِنَّ ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ :( يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ )  البخاري/1052

2شرح الحديث
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (يا معشر النساء)
استخدم أداة نداء ليست للقريب مع أن النساء كن بالقرب منه - صلى الله عليه وسلم - فيه تنزيل القريب منزلة غيره حتى يحرصن على الإقبال على وعظه، ولا يغفلن عن نصحه، و للتنبيه على عظمة ما سوف يقوله، فالمخاطبات مع شدة حرصهن على الامتثال لقوله - صلى الله عليه وسلم - كأنهن غافلات عنه.
وقوله- (تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ)
ـ فيه استحباب الأمر بالصدقة و استحباب الأمر بالاستغفار وأن الصدقة والاستغفار من أسباب الوقاية من النار؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - أمرهن بالصدقة والاستغفار
ثم علل ذلك الأمر أنهن أكثر أهل النار.
والصدقة والاستغفار من جنس الطاعات؛
♦ ففيه إشارة إلى أن فعل الطاعات من أسباب الوقاية من النار.
وتذكير النساء بما يقيهن من النار وإرشادٌهن إلى ما يُخَلِّصُهُنَّ من النار
 دليل على اهتمام الإسلام بالمرأة فلولا اهتمامه بها لما نبهها على ما يقيها من النار.
و قوله (تصدقن) جَوَازُ طَلَبِ الصَّدَقَةِ مِنْ الْأَغْنِيَاءِ لِلْمُحْتَاجِينَ،
وَلَوْ كَانَ الطَّالِبُ غَيْرَ مُحْتَاجٍ، وفيه رد على من كره السؤال لغيره
وقوله (فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ)
نوع شدة في النصح؛ لأن الأمر عظيم يتطلب ذلك، والقلوب المؤمنة تخاف كل ما يقربها إلى النار، ومن حكمة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه عرف النساء كيف يتقين النار قبل ما يخبرهن أنهن أكثر أهل النار حتى لا ييأسن من رحمة الله.
وقول الصحابيات:(وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ) وعدم إنكار النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه:على حرص الصحابيات على العلم والسؤال والتعلم، وإقدامهن على السؤال والاستفسار وإقبالهن على مجالس العلم.
وقوله (تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ)، و اللعن هو الدعاء بالطرد من رحمة الله وثوابه إلى ناره وعقابه، وتُكْثِرْنَ اللَّعْنَ 〰أي: يدور اللعنُ على ألسنتهنَّ كثيرًا لمن لا يجوزُ لعنه، وكون كثرة اللعن من أسباب دخول النار
فهذا دليل على حرمة اللعن.
وقوله (وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ) أي تجحدن فضل الزوج،
وسمي الزوج عشيرًا؛ لأن الزوج يعاشر المرأة وتعاشره،
وكون جحود فضل الزوج من أسباب دخول النار
 فهذا دليل على حرمة كفران العشير.
ولأن كثيرا من النساء لا يعترفن بجميل أزواجهن و يكتمن حق أزواجهن ولا يشكرن أزواجهن على معروف،وهذا ذنب عظيم لذلك سماه النبي صلى الله عليه وسلم -كفرا
أي من صفات الكفار وليس كفر مخرجا من الملة فهو كفر دون كفر ليس كفرا بالله
فإذا كفرت المرأة حق زوجها وحق الزوج حق عظيم كان ذلك دليلا على تهاونها في أوامر الله والتهاون في حق الله من صفات أهل الكفر لا أهل الإيمان


٣ما يستفاد من الحديث
١) الصدقة تكفر الذنوب التي بين المخلوقين لأَنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
٢) تذكير النساء بما يقيهن من النار دليل على استحباب تذكير الإنسان بما يقيه من النار.
٣) مشروعية سؤال أهل العلم، وأنه يشرع لِلْمُتَعَلِّمِ مُرَاجَعَةِ الْعَالَمِ فِيمَا لَمْ يَظْهَرْ لَهُ مَعْنَاهُ،
٤) دليل على خطورة لعن من لا يستحق اللعن،
٥) أن الإسلام دين يدعو لتهذيب السلوك و التحلي بمكارم الأخلاق والبعد عن الرذائل      
    فهو ينفر من الصفات الرذيلة كصفة اللعن.
٦) أن الكلام القبيح من اللعن والسخط مما يعذب الله عليه
٧) التنفير من إنكار فضل الزوج والحث على شكر الزوج على أفعاله الحسنة،

    وما قدمه من معروف 〰وفي هذا اعتراف بالفضل والجميل
    〰 مما يزيد في قوة الترابط والمودة والتراحم بين الزوجين، ويسود بينهما الاحترام
    والتقدير مما يدل على حرص الإسلام على استقرار الحياة الزوجية.
٨) أَنَّ كُفْرَانَ الْعَشِيرِ وَالْإِحْسَانَ 〰مِنَ الْكَبَائِرِ فَإِنَّ التَّوَعُّدَ بِالنَّارِ

     مِنْ عَلَامَةِ كَوْنِ الْمَعْصِيَةِ كَبِيرَةً
٩) إِطْلَاقُ الْكُفْرِ عَلَى غَيْرِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ تَعَالَى كَكُفْرِ الْعَشِيرِ وَالْإِحْسَانِ وَالنِّعْمَةِ وَالْحَقِّ 

****شبكة الألوكة
http://www.alukah.net/sharia/0/45813/#_ftn11

..وقوله ( جزلة ) بفتح الجيم وإسكان الزاي
أي: ذات عقل ورأي .
قال ابن دريد: الجزالة العقل والوقار . 

انتهى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق