الأحد، 11 يناير 2015

الحديث 53

من الإيمان الصبر على أقدار الله


الحــديث الثالث والخمــسون
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِن.ِ 
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَه »
 مسلم /٢٩٩٩

1التعريف بالراوي:
صهيب الرومي: وهو صهيب بن سنان النمري الربعي 
صحابي من صحابة النبي محمد 

أسلم مبكرا في دار الأرقم وجهر بإسلامه 

    ولقي في ذلك تعذيبا من قريش.
 شهد جميع مشاهد وغزوات النبي محمد معه.
كنايته:قال كناني رسول الله،  أبا يحيى،
أخذته قريش وقت الهجرة  فحبسوه فقال:فاشتريت نفسي وأهلي بمالي فقال له النبي محمد: «ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع» 
ونزلت فيه آية من القرآن هي:{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ }
توفي في المدينة المنورة ودفن بالبقيع  سنة 38 هـ وقيل سنة 39 هـ. وعمره آنذاك 70 وقيل 73 سنة.

٢شرح الحديث
أي: إن الرسول عليه الصلاة والسلام أظهر العجب على وجه الاستحسان
((لأمر المؤمن)) أي: لشأنه.

فإن شأنه كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن
- ثم فصَّل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الخير، فقال: 

((إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له))

↩هذه حال المؤمن. وكل إنسان ؛ فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين:
إما سرَّاء، وإما ضرَّاء
- والناس في هذه الإصابة السراء أو الضراء ينقسمون إلى قسمين:مؤمنوغير مؤمن
✏ فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له، 
إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب الأجر على الله؛ فكان ذلك خيراً له، فنال بهذا أجر الصائمين.

وإن أصابته سراء من نعمة دينية؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية؛ كالمال والبنين والأهل شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله.

لأن الشكر ليس مجرد قول الإنسان: أشكُرُ الله,بل هو قيام بطاعة الله - عز وجل.
فيشكر اللهَ فيكون خيرًا له، ويكون عليه نعمتان: نعمة الدين، ونعمة الدنيا.

نعمة الدنيا بالسراء، ...ونعمة الدين بالشكر،
هذه حال المؤمن، فهو على خير، سواء أصيب بسراء، أو أصيب بضراء.
وأما الكافر فهو على شر- والعياذ بالله-
إن أصابته الضراء لم يصبر، بل تضجَّر، ودعا بالويل والثُّبور، وسب الدهر، وسب الزمن، بل وسب الله- عز وجل- ونعوذ بالله.

وإن أصابته سراء لم يشكر الله، فكانت هذه السراء عقاباً عليه في الآخرة، لأن الكافر لا يأكله أكلة، ولا يشرب إلا كان عليه فيها إثم، وإن كان ليس فيها إثم بالنسبة للمؤمن، لكن على الكافر إثم، كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾[(الأعراف: 32] 
- هي للذين آمنوا خاصَّة، وهي خالصة لهم يوم القيامة، أما الذين لا يؤمنون فليست لهم، ويأكلونها حراماً عليهم، ويُعاقبون عليها يوم القيامة.
فالكافر شر، سواء أصابته الضراء أم السراء، بخلاف المؤمن فإنه على خير.

3ما يستفاد من الحديث:
1-  الحث على الإيمان وأن المؤمن دائما في خير ونعمة .

2- الحث على الصبر على الضراء، وأن ذلك من خصال المؤمنين . 

3- الحث على الشكر عند السراء، لأنه إذا شكر الإنسان ربه على نعمة فهذا من توفيق الله له، وهو من أسباب زيادة النعم، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾[إبراهيم: 7]
4- وإذا وفَّق الله الإنسان للشكر؛ فهذه نعمة تحتاج إلى شكرها مرة ثالثة …
 وهكذا، لأن الشكر قلَّ من يقوم به، فإذا منَّ الله عليك وأعانك عليه فهذه نعمة.

المصدر : http://majles.alukah.net/t112864/#ixzz3GoU8Chqj
شرح رياض الصالحين / الشيخ ابن عثيمين
** شرح رياض الصالحين - الحديث ( 27 ) عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير http://m.youtube.com/watch?v=plYzu6ufVwU

انتهى




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق