الأحد، 11 يناير 2015

الحديث 48

 ما زلنا في الألفاظ المنهي عنها.. التي تنافي التوحيد
9ـ النهي عن قول والله لا يغفر لفلان

الحديث الثامن والأربعون
عَنْ جُنْدُبٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدَّثَ :
" أَنَّ رَجُلًا قَالَ : وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَان!ٍ ،
وَأَنَّ اللَّهَ[ تَعَالَى[ قَالَ : مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنِّي لَا أَغْفِرُ لِفُلَان؟! ٍ ،
فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ " . أَوْ كَمَا قَالَ 
 رَوَاهُ مُسْلِمٌ /٢٦٢١ 
                           وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد".
                         قال أبو هريرة: "تكلم بكلمة أَوبَقَتْ دنياه وآخرتَه".

1شرح الحديث

جاء في الإقسام على الله: أي: من الأدلة على تحريم ذلك.
(من ذا الذي؟): استفهام إنكار.
(يتألى علي): أي: يحلف،( والأليّة): بتشديد الياء: الحلف.
(أحبطت عملك): أي: أهدرته.
(أوبَقَت): أي: أهلكت.


2المعنى الإجمالي للحديث: 
- يخبر النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التحذير من خطر اللسان، أن رجلاً حلف أن الله لا يغفر لرجلٍ مذنبٍ؛ فكأنه حكم على الله وحجر عليه؛ لما اعتقد في نفسه عند الله من الكرامة والحظّ والمكانة، ولذلك المذنب من الإهانة، وهذا إدلالٌ على الله وسوءُ أدب معه، أوجب لذلك الرجل الشقاءَ والخسران في الدنيا والآخرة.

3المقصد من الحديث: 
أنه يدل على تحريم الإقسام على الله على وجه الحجر على الله والإعجاب بالنفس؛

** وذلك نقصٌ في التوحيد.

4ما يستفاد من الحديث:
(1) تحريم الإقسام على الله
إلا إذا كان على وجه حسنِ الظنّ به وتأميل الخير منه.
(2)وجوب حسن الأدب مع الله.
(3) شدة خطر اللسان ووجوب حفظه.



هذا الحديث يشير إلى حديث: 
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يرى أن تبلغ حيث بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفا"....أو " أبعد مما بين المشرق والمغرب"،
وهذا فيه الحذر من مزلة اللسان فقد يسبب الهلاك،
- ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"من يضمن لي ما بين لَحْيَيه وما بين رجليه أضمن له الجنة"
- وقال لمعاذ:" كف عليك هذا -يعني لسانه-. قلت: يا رسول الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم؟!
المصدر : 
الملخص في شرح كتاب التوحيد / للشيخ الفوزان.
القول المفيد/ للشيخ ابن عثيمين


والقسم على الله ينقسم إلى أقسام: 

📌القسم الأول: أن يقسم بما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات;
    ↩فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله،
مثل: والله; ليشفعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة،
   ومثل: والله; لا يغفر الله لمن أشرك به. 

📌القسم الثاني: أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه;
   ↩فهذا جائز لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قصة الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنهما، ""حينما كسرت ثنية جارية من الأنصار،  فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص،  فقام أنس بن النضر، فقال: أتكسر ثنية الربيع؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع، وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره" /البخاري،،  فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع

📌القسم الثالث: 
أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس، وتحجر فضل الله عز وجل وسوء الظن به تعالى; فهذا محرم، وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المقسم،
وهذا القسم. هو المقصد من الحديث

وللاستزاد :المناهي اللفظية/ للشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16992.shtml

انتهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق