الخميس، 22 يناير 2015

الحديث 100



الحــديث الـمــئـة
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
« إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ،
 وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ »
رواه البخاري (39) .. ومسلم (2816)


شــرح الحديث
قوله: ( إن الدين يسر ) أي : ميسر مسهل في
عقائده وأخلاقه وأعماله ،وفي أفعاله وتُروكه :
ــ وهي كلها ميسرة مسهلة ،
- كل مكلف يرى نفسه قادراً عليها لا تشق عليه ولا تكلفه .
- عقائده صحيحة بسيطة ، تقبلها العقول السليمة ، والفطر المستقيمة .
وأما من شدد على نفسه فلم يكتف بما اكتفى به النبي صلّى الله عليه وسلم ، ولا بما علَّمه للأمة وأرشدهم إليه ، بل غلا وأوغل في العبادات 
فإن الدين يغلبه ، وآخر أمره العجز والانقطاع ، 
ولهذا قال : ( ولن يَشادَّ الدينَ أحد إلا غلبه )فمن قاوم هذا الدين بشدة وغلو ولم يقتصد 
〰 غلبه الدين ، واستحسر ، ورجع القهقرى .
وقوله :( فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا)
ثم وصى صلّى الله عليه وسلم بالتسديد والمقاربة،
وتقوية النفوس بالبشارة بالخير، وعدم اليأس.
فالتسديد أن :
يقول الإنسان القول السديد ،
ويعمل العمل السديد ،
ويسلك الطريق الرشيد ،
وهو الإصابة في أقواله وأفعاله من كل وجه ،
فإن لم يدرك السداد من كل وجه
ـ فليتق الله ما استطاع ، ـ وليقارب الغرض ،
ـــ فمن لم يدرك الصواب كله فليكتف بالمقاربة ،
〰ــ ومن عجز عن العمل كله فليعمل منه ما يستطيعه .
📌ويؤخذ من هذا أصل نافع دلّ عليه أيضاً
قوله تعالى :{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن:١٦
وقوله صلّى الله عليه وسلم « إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم »

المصدر:الشيخ عبد الرحمن السعدي

" بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار " (ص/77-80)

وقوله :( واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ) 
✏ قال السيوطي في شرح سنن النسائي
أي :استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة ،
و " الغدوة " بالفتح : سير أول النهار ،
والروحة بالفتح : السير بعد الزوال ،
والدلجة بضم أوله وفتحه وإسكان اللام : سير آخر الليل ،
    وقيل : سير الليل كله ،
ولهذا عبر فيه بالتبعيض، ولأن عمل الليل أشق من عمل النهار.

✏ قال الشيخ ابن عثيمين / شرح رياض الصالحين

🔻هذا يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يضرب مثلاً للسفر المعنوي بالسفر الحسي ،〰فإن الإنسان المسافر حساً يبتغي له أن يكون سيرة في أول النهار وفي آخر النهار وفي شيء من الليل ، لأن ذلك هو الوقت المريح للراحلة وللمسافر ،
🔻ويحتمل أنه أراد بذلك أن أول النهار وآخره محل التسبيح ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (الأحزاب:41،42) ، 
وكذلك الليل محل للقيام .
📌وعلى كل حال فالرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أمرنا أن لا نجعل أوقاتنا كلها دأباً في العبادة ، لأن ذلك يؤدي إلى الملل والاستحسار والتعب والترك في النهاية .

أعانني الله وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .

انتهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق