السبت، 10 يناير 2015

الحديث 44

الألفاظ المنهي عنها.. التي تنافي التوحيد

٥- النهي عن سب الريح

الحديث الرابع والأربعون
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
« لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ  وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِه »
الترمذي /٢٢٥٢ِ  وصححه الألباني

1التعريف بالراوي:
 أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ  بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ الْخَزْرَجِيِّ ،
*كُنْيَتُهُ: أَبُو الْمُنْذِرِ ،.. وَيُكَنَّى أَبَا الطُّفَيْلِ أَيْضًا 

*من فقهاء الصحابة، وكان من كُتَّاب الوحي،
*سيد القراء (وقد جاء في الحديث: "أقرؤكم أُبي")
   وقد أسند إليه النبي مهمة تعليم الوفود القرآن وتفقيهها في الدين
*وكان النبي إذا غاب عن المدينة يستخلفه لإمامة المسلمين في الصلاة
* قال: قال رسول الله: ياأبا المنذر أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟« قَالَ قُلْتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِر».
اخْتُلِفَ فِي سَنَةِ مَوْتِهِ قِيلَ سَنَةَ ١٩وَقِيلَ سَنَةَ ٣٢وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ .

2شــرح الحــديث: 
(لا تسبّوا الريح): أي: لا تشتموها ولا تلعنوها للحوق ضررٍ بسببها.
(فإذا رأيتم ما تكرهون): أي: من الريح إما شدة حرِّها أو بردها أو قوتها.
(فقولوا اللهم... إلخ): رجوعٌ إلى خالقها ومدبرها بسؤاله خيرها ودفع شرها.


قوله:( "من خير هذه الريح"): 
الريح نفسها فيها خير وشر;
🌱فقد تكون عاصفة تقلع الأشجار، وتهدم الديار، وتفيض البحار والأنهار،

🌱وقد تكون هادئة تبرد الجو وتكسب النشاط.
قوله: ("وخير ما فيها"): أي: ما تحمله; لأنها
    ـ قد تحمل خيرا; كتلقيح الثمار، وقد تحمل رائحة طيبة الشم،
    ـ وقد تحمل شرا; كإزالة لقاح الثمار، وأمراض تضر الإنسان والبهائم.
قوله: ("وخير ما أمرت به"):  مثل إثارة السحاب، وسوقه إلى حيث شاء الله.
قوله: "ونعوذ بك": أي: نعتصم ونلجأ.
قوله:( "وشر ما فيها"): أي: ما تحمله من الأشياء الضارة، كالأنتان، والقاذورات، والأوبئة، وغيرها.
قوله: ("وشر ما أمرت به"): كالإهلاك والتدمير،
قال تعالى في ريح عاد: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}( الأحقاف:٢٥ )
وقوله:( "ما أمرت به"): هذا الأمر حقيقي; أي:
يأمرها الله أن تهب ويأمرها أن تتوقف، وكل شيء من المخلوقات فيه إدراك بالنسبة إلى أمر الله، قال الله تعالى للأرض والسماء:{ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}

( فصلت:١١)

3المعنى الإجمالي للحديث:
 - ينهى صلى الله عليه وسلم عن سب الريح؛ لأنها مخلوقة مأمورة من الله، فسبّها سبٌّ لله وتسخط لقضائه،
- ثم أرشد –صلى الله عليه وسلم- إلى الرجوع إلى خالقها بسؤاله من خيرها والاستعاذة به من شرّها؛
لما في ذلك من العبودية لله تعالى..وذلك هو حال أهل التوحيد.

4المقصد من الحديث:  
أن فيه النهي عن سب الريح.

5ما يُستفاد من الحديث:
(1) النهي عن سب الريح؛ لأنها خلقٌ مدبّر
     فيرجع السبّ إلى خالقها ومدبّرها.
(2) الرجوع إلى الله والاستعاذة به من شر ما خلق.
(3) أن الريح تكون مأمورة بالخير وتكون مأمورة بالشر.
(4) الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره للسلامة من شرّه.

📌النهي عن سب الريح: 
وهذا النهي للتحريم; لأن سبها سب لمن خلقها وأرسلها.

والحاصل:
أنه يجب على الإنسان أن لا يعترض على قضاء الله وقدره، وأن لا يسبه، وأن يكون مستسلما لأمره الكوني كما يجب أن يكون مستسلما لأمره الشرعي; لأن هذه المخلوقات لا تملك أن تفعل شيئا إلا بأمر الله -سبحانه وتعالى-.

المصدر : 
الملخص في شرح كتاب التوحيد/ للشيخ الفوزان
القول المفيد / الشيخ ابن عثيمين

انتهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق