الحذر من الشركيات المنافية للتوحيد
♻♻الحديث الخامس عشر♻♻
عن جُنْدَب قال ؛ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ♻♻الحديث الخامس عشر♻♻
" من سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِه ؛ِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِه "
متفق عليه...... البخاري / الرقاق / ٦٤٩٩ِ
مسلم / الزهد / ٢٩٨٧
شرح الحديث:
« من سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِه ؛ِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِه»
ورواية مسلم.:"من سمع سمع الله به"، "ومن راءى راءى الله به" :
ورواية مسلم.:"من سمع سمع الله به"، "ومن راءى راءى الله به" :
📌 يعني من قال قولا يتعبد به الله ورفع صوته بذلك حتى يسمعه الناس ويقولون فلان كثير الذكر..... كثير القراءة.... وما أشبه ذلك
↩ فإن هذا قد سمع عباد الله يرائي بذلك نسأل الله العافية
"سمع الله به"
أي: فضحه وكشف أمره وبين عيبه للناس وتبين لهم أنه مرائي.
📌لم يقيد هل هو في الدنيا أو في الآخرة؟
🔻فيمكن أن يسمع الله به في الدنيا فيكشف عيبه عند الناس
🔻ويمكن أن يكون ذلك في الآخرة وهو أشد والعياذ بالله وأخزى
🔻ويمكن أن يكون ذلك في الآخرة وهو أشد والعياذ بالله وأخزى
كما قال الله تعالى :{ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون} (فصلت:16)
وكذلك "من راءى راءى الله به" :
يعني من عمل عملا ليراه الناس ويمدحوه عليه فإن الله تعالى يرائي به ويبين عيبه للناس ويفضحه والعياذ بالله حتى يتبين أنه يرائي
وفي هذا الحديث التحذير العظيم من الرياء
وأن المرائي مهما كان ومهما اختفى لابد أن يتبين والعياذ بالله لأن الله تعالى تكفل بهذا من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به .
📘 شرح رياض الصالحين / لابن عثيمين (1/1917)
🔮🔮🔮
📌بعض أهل العلم رحمهم الله قالوا:
إن معنى الحديث أن من أظهر عيوب الناس ومساوئهم، وشهّر بهم،
أظهر الله جل وعلا عيوبه وذكرها في الناس، وعلى هذا الوجه علينا أن نتقي الله جل وعلا فيما نقف عليه من عورات الناس.
وقد ذكر الشافعي في هذا أدوية فقال:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسنُ
وعينك إن أبدت إليك معايباً من الناس قل يا عين للناس أعينُ
نسأل الله أن يديم علينا وعليكم الستر في الدنيا والآخرة.
📙شرح الشيخ صالح المغامسي / كتاب الرقاق
🔮الفرق بين السمعه والرياء🔮:
📌الرياء والسمعة بمعنى واحد من حيث.... قصد العمل،
فكل عمل قصد به جلب الحمد من الناس دخل في الحديث.
🔻لكن الرياء يقال لما كان بالبصر،
أي: في الشيء الذي يحب أن يراه الناس فيه.
🔻والسمعة تقال لجارحة السمع،
أي: في الشيء الذي تفعله وتحب أن يسمع الناس أنك فعلته.
📌والمقصود من الاثنين واحد وهو: جلب مدح الناس دون النظر -
إما بالجزئية أو بالكلية- إلى بغية وجه الرب تبارك وتعالى.
يقول الله جل وعلا: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ }[هود:15]،
فهذا وعد من الله أن من أراد الدنيا أن يوفي الله جل وعلا له ما أراد وألا يبخس.
🔮الأسباب المعينة على التخلص من الرياء🔮
(١) أن يعلم المرء أن الرياء شرك،
وهو من أعظم ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته.
(٢) أن تعلم أن الله جل وعلا غني كل الغنى عن طاعتك،
وغني عن كل شريك تشركه معه.
(٣) أن من ابتغيت مدحه من الناس هو في نفسه لا يملك لنفسه
حولاً ولا طولاً ولا قوة، فكيف يعطيك حولاً أو طولاً أو نفعاً أو ضراً!!
فإذا علمت عجز المخلوق
يئست مما في أيد هم
وانصرفت إلى الخالق تبارك وتعالى،
وما الدنيا ومدح أهلها إلا زهرة حائلة، ونعمة زائلة.
(٤) أن يستحيي العبد من الله أن يقف يوم القيامة
وقد صنع صنيعاً تعبد الله جل وعلا به وأراد به غير الرب .
📌وهذا الحياء من الله يوجد إذا كان العبد على علم
بعظمة الرب تبارك وتعالى، وجلاله وقدرته،
وأنه جل وعلا غني عن طاعة كل أحد.
فعلمك بهاتين الصفتين الجليلتين للرب تبارك وتعالى
↩ أعظم ما تدفع به الرياء.
(٥) ومن أعظم ذلك كله أن تسأل الله جل وعلا أن يرزقك الإخلاص
🔮 واعلم يا أخي أنه ما ارتفع شيء إلى السماء أعظم من الإخلاص،
وما نزل شيء من السماء إلى الأرض على عبد أعظم من التوفيق،
📙شرح / البخاري /كتاب الرقاق/ الشيخ المغامسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق