الأربعاء، 14 يناير 2015

الحديث 76

أحاديث في  الكبائر التي جاء الوعيد لمن فعلها
( أفعال منافية لكمال التوحيد )

الحــديث الخامس والســبعون 

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
« مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ،
كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَل »
البخاري/٧٠٤٢َ

١ شـــــرح الحـــــــديث:
فالمعنى العام : ذم الكذب في الحلم.
(من تحلّم): مَن تكلّف حُلُما لم يره في منامه.
(كُلّف أن يعقد بين شعيرتين).. أي: يُكلف أن يعقد حبتي شعير يوم القيامة، وهذا غير ممكن مهما حاول وتحايل، وهذا نوع عذاب. 

مركز الفتوى.  http://fatwa.islamweb.net/Fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=7562

والعلة في تشديد الوعيد لمن كذب على المنام ؟
وَأَمَّا الْكَذِب عَلَى الْمَنَام فَقَالَ الطَّبَرِيُّ :
إِنَّمَا اِشْتَدَّ فِيهِ الْوَعِيد مِنْ أَنَّ الْكَذِب فِي الْيَقَظَة قَدْ يَكُون أَشَدّ مَفْسَدَةً مِنْهُ إِذْ قَدْ تَكُون شَهَادَة فِي قَتْل أَوْ حَدّ أَوْ أَخْذ مَال ,

لِأَنَّ الْكَذِب فِي الْمَنَام كَذِب عَلَى اللَّه أَنَّهُ أَرَاهُ مَا لَمْ يَرَهُ , وَالْكَذِب عَلَى اللَّه أَشَدّ مِنْ الْكَذِب عَلَى الْمَخْلُوقِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَيَقُول الْأَشْهَاد هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبّهمْ } الْآيَة , وَإِنَّمَا كَانَ الْكَذِب فِي الْمَنَام كَذِبًا عَلَى اللَّه لِحَدِيثِ " الرُّؤْيَا جُزْء مِنْ النُّبُوَّة " وَمَا كَانَ مِنْ أَجْزَاء النُّبُوَّة فَهُوَ مِنْ قِبَل اللَّه تَعَالَى.. اِنْتَهَى مُلَخَّصًا .

📌قال الشيخ ابن عثيمين:
من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد
يعني :
من كذب في الرؤيا قال:
رأيت في المنام كذا وكذا وهو كاذب، فإنه يوم القيامة مكلف أن يعقد بين شعيرتين،
وهذا وعيد يدل على أن التحلم بحلم لم يره الإنسان
من كبائر الذنوب،
وهذا يقع من بعض السفهاء، يتحدث ويقول،: رأيت البارحة كذا وكذا ؛ لأجل أن يضحك الناس وهذا حرام عليه، وأشد من ذلك أن يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي كذا وكذا وما أشبه ذلك، فإنه أشد وأشد، لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أما من تحلم بحلم رآه فهذا لا بأس به 

٢فائــــــدة:
ولكن ينبغي للإنسان أن يعلم أن ما يراه الإنسان في منامه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول : يكون خيرًا ويستبشر به الإنسان ويفرح به الإنسان،
فهذا لا يحدث به إلا من يحب، لأن الإنسان له حساد كثيرون، فإذا رأى رؤيا حسنة وحدث بها من لا يحب فإنه ربما يكيد له كيدًا، يحول بينه وبين هذا الخير الذي رآه، كما فعل إخوة يوسف صلى الله عليه وسلم

القسم الثاني: رؤيا شر، هذا القسم الثاني مما يراه الإنسان في المنام، رؤيا شر تزعج وتخوف، هذا...
لا تخبر به أحدًا أبدًا لا صديقك ولا عدوك، 
وإذا قمت من منامك فاتفل عن يسارك ثلاثًا وقل:
    أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت .

وإن كنت تريد أن تواصل النوم فنم على الجنب الآخر،
يعني لا على الجنب الذي رأيت فيه ما تكره فإنها لا تضر،
القسم الثالث: رؤيا أضغاث أحلام،
ليس لها رأس ولا قدم، يرى الإنسان أشياء متناقضة ويرى أشياء غريبة، وهذه لا تحدث بها أحدًا ولا تهتم بها، وقد حدث رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا قال: يا رسول الله رأيت في المنام أن رجلاً قد قطع رأسي، فذهب الرأس شاردًا، فذهبت وراءه لاحقًا له .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحدث الناس بما يتلعب بك الشيطان في منامك ..... وهذا من الشيطان
🔶أما من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم
فإذا رأى الرسول صلى الله عليه وسلم على الوصف المعروف الذي وصف السيرة النبوية، ورآه على هيئة حسنة...>> فهذا يدل على خير لهذا الرائي وأنه قد تأسى به أسوة حسنة،؛

وإن رآه على خلاف ذلك فليحاسب نفسه، فإذا رآه مثلاً أنه يحدث الرسول ولكن الرسول معرض عنه أو الرسول قد ولى وتركه ورآه على هيئة غير حسنة، يعني مثلاً من ثيابه أو ردائه أو إزاره أو ما شابه ذلك، فليحاسب نفسه، فإنه مقصر في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .

المصدر :شرح رياض الصالحين /محمد بن صالح بن محمد العثيمين
http://islamport.com/w/srh/Web/2365/1786.htm


انتهى 



⤵⤵⤵⤵⤵

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق