الأربعاء، 14 يناير 2015

الحديث 73

أحاديث في  الكبائر التي جاء الوعيد لمن فعلها
( أفعال منافية لكمال التوحيد )

الحــديث الثالث والســبعون   
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمََ:
« لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ ،
وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا »
البخاري/٥٩٩١

١ شرح الحديث:
قوله : ( ليس الواصل بالمكافئ ) أي
الذي يعطي لغيره نظير ما أعطاه ذلك الغير ،
وقد أخرج عبد الرزاق عن عمر موقوفا🔸ليس الوصل أن تصل من وصلك ، ذلك القصاص ، ولكن الوصل أن تصل من قطعك .
قوله : ( الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) أي الذي إذا منع أعطى

2المعنى الاجمالي:
أن الإنسان الواصل ليس المكافئ الذي إذا وصله أقاربه وصلهم ، 

ولكن الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها ،
فتكونصلته لله، لا مكافأة لعباد الله ، 
ولا من أجل أن ينال بذلك مدحاً عن الناس ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ليس الواصل بالمكافئ ))
يعني بالذي إذا وصله أقاربه وصلهم مكافأة لهم ، 
وإنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها .
📌وأقول: لا يلزم من نفي الوصل ثبوت القطع 
... فهم ثلاث درجات : واصل ومكافئوقاطع ،
فالواصل: من يتفضل ولا يتفضل عليه ،
والمكافئ : الذي لا يزيد في الإعطاء على ما يأخذ ،
والقاطع : الذي يتفضل عليه ولا يتفضل .
وكما تقع المكافأة بالصلة من الجانبين، كذلك يقع بالمقاطعة من الجانبين،
فمن بدأ حينئذ 〰 فهو الواصل ،
فإن جوزي سمي من جازاه 〰 مكافئا ،
....والله أعلم .


🔻قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني : وصله الله ، ومن قطعني  ؛ قطعه الله )
متفق عليه
📌وهذا يحتمل أن يكون خبراً  ،  وأن يكون دعاءً ،
يعني يحتمل أن الرحم تخبر بهذا أو تدعو الله عز وجل به ، 
وعلى كل حال فهو دليل على عظم شأن الرحم وصلتها ، 
وأنها تحت العرش تدعو بهذا الدعاء ، أو تخبر بهذا الخبر .
عن أبي هريرة (أنَّ رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ إن لي قرابة أَصِلُهُمْ ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهُمُ المل، ولا يزال معك من اللَّه ظهير عليهم ما دمت على ذلك)رواه مُسْلِم
📌هذا حديث الرجل الذي كان يحسن إلى قرابته..>> فيسيئون إليه ،
ويصلهم... >> فيقطعونه ، ٌ( فكأنما تسفهم الملَ ) 
🔸والملّ: هو الرماد الحار ،
🔸وتسفهم : يعني تجعله في أفواههم ،
والمعنى : أنك كأنما ترغمهم بهذا الرماد الحار عقوبة لهم ، ولا يزال لك من الله عليهم ظهير ، يعني عون عليهم مادمت على ذلك ، أي تصلهم وهم يقطعونك .

📌فكل هذه الأحاديث. في بيان فضيلة صلة الرحم :
أنه يجب على الإنسان أن يصل رحمه وأقاربه بقدر ما يستطيع ، وبقدر ما جرى به العرف ، ويحذر من قطيعة الرحم .

المصدر : 
* شرح رياض الصالحين المجلد الثالث/للشيخ ابن عثيمين
*فتح الباري لشرح صحيح البخاري
... بتصريف...


انتهى 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق