الخميس، 15 يناير 2015

الحديث 80

أحاديث في  الكبائر التي جاء الوعيد لمن فعلها
( أفعال منافية لكمال التوحيد )

الحــديث الثـــمـانـون
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 
«إذا دعا الرجلُ امرأتَهُ إلى فراشِهِ فأَبَتْ ، فبات غضبانَ عليها ، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبحَ .»  
متفق عليه... البخاري/٣٢٣٧
وفي رواية ؛
«إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، 
لعنتها الملائكة حتى ترجع »
(البخاري/٥١٩٤)

١ شــرح الحـــديث:

وبرواية أخرى ؛

«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا »مسلم/١٤٣٦

ولعن الملائكة : يعني أنها تدعو على هذه المرأة باللعنة ، 
واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، 

فإذا دعاها إلى فراشه ليستمتع بها بما أذن الله له فيه فأبت أن تجيء ، فإنها تلعنها الملائكة والعياذ بالله ،.. أي؛ تدعو عليها باللعنة إلى أن تصبح .


اللفظ الثاني : 
أنها إذا هجرت فراش زوجها ، فإن الله تعالى يغضب عليها حتى يرضى عنها الزوج ،♦ وهذا أشد من الأول ؛ 

لأن الله سبحانه وتعالى إذا سخط ؛ فإن سخطه أعظم من لعنة الإنسان ، نسأل الله العافية .

✏ودليل ذلك أن الله تعالى ذكر في آية اللعان أنه إذا لاعن الرجل يقول :
{ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}[النور: 7]،...

وهي إذا لاعنت:( أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) [النور: 9]،

♦ وهذا يدل على أن الغضب أشد ، 

وأيضاً قال في الحديث :
( إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها ) أي الزوج ، 
وهناك قال: (( حتى تصبح )) ،
أما هنا فعلّقه برضى الزوج ،..(حتى يرضى عنها)

وهذا قد يكون أقل ، وقد يكون أكثر يعني : ربما يرضى الزوج عنها قبل طلوع الفجر ، وربما لا يرضى إلا بعد يوم أو يومين ، المهم ما دام الزوج ساخطاً عليها فالله عز وجل ساخط عليها .
✏وفي هذا دليل على عظم حق الزوج على زوجته ،

 ولكن هذا في حق الزوج القائم بحق الزوجة ، 

⛅ أما إذا نشز ولم يقم بحقها ؛ فلها الحق أن تقتص منه

         وألا تعطيه حقه كاملاً ؛ 

لقول الله تعالى :( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ )[البقرة: 194] ولقوله:(وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) [النحل:126] .

لكن إذا كان الزوج مستقيماً قائماً بحقها فنشزت هي ومنعته حقه ؛ فهذا جزاؤها إذا دعاها إلى فراشه فأبت أن تأتي .

المصدر :شرح رياض الصالحين/ للشيخ ابن عثيمين حفظه الله
- بتصريف -http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18181.shtml



٢ فوائد من الحديث:
فـائـــده : (١).. فائده عقدية
وفي هذا الحديث دليل صريح لما ذهب إليه 

أهل السنة والجماعة وسلف الأمة من: 

أن الله عز وجل في السماء هو نفسه جل وعلا  فوق عرشه ، فوق سبع سموات ، 

وليس المراد بقوله : (( في السماء )) أي ملكه في السماء ؛ 

〰🔷بل هذا تحريف للكلم عن مواضعه .

وتحريف الكلم عن مواضعه من صنيع اليهود والعياذ بالله الذين حرفوا التوراة عن مواضعها وعما أراد الله بها ،
〰فإن ملك الله سبحانه وتعالى في السماء وفي الأرض ، 
كما قال الله تعالى :(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْض) [آل عمران: 189] ، 

وقال:(قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْه) [المؤمنون:88]،
وقال: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْض ِ) [الشورى:١٢] .

الشيخ ابن عثيمين/ رياض الصالحين
فـائـــده : (٢)
وأوجب على المرأة الطاعة الكاملة لزوجها: فقال: ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرتُ المرأة أن تسجدَ لزوجها))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.(صححه الألباني)

قوله: ((لأمرتُ المرأة أن تسجدَ لزوجها))؛ 

أي: لكثرة حقوقه عليها، وعجزِها عن القِيام بشُكرها، وفي هذا غايةُ المبالغة لوجوب إطاعة المرأة في حقِّ زوجها، فإنَّ السجدة لا تحلُّ لغير الله

[ تحفة الاحوذي]

فـائـــده  : (٣)
ومنها طاعته في الفراش: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -:(إذا دعا الرَّجلُ امرأتَه إلى فراشِه فلم تأتِه فبَاتَ غضبانَ....الحديث

🌲قال ابن أبي جمرة: "الظاهر أنَّ الفراش كنايةٌ عن الجماع، 

  ويُقوِّيه قوله: ((الولد للفراش))؛ أي: لِمَن يطأ في الفراش، 

قال: وظاهر الحديث اختصاص اللَّعن بما إذا وقع منها ذلك ليلاً
لقوله: ((حتى تصبح))، وكأنَّ السِّرَّ تأكّدُ ذلك الشأن في اللَّيل، وقوة الباعث عليه،

ولا يلزم من ذلك أنَّه يجوز لها الامتناع في النهار، وإنَّما خصَّ الليل بالذِّكْر؛ لأنَّه المظنة لذلك"
 ( فتح الباري/ لابن حجر العسقلاني)***رابط الموضوع: شبكة الألوكه
 http://www.alukah.net/publications_competitions/0/6525/#ixzz3NBNt8e8Z


انتهى 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق