الأربعاء، 7 يناير 2015

الحديث 22

**** الذبح لغير الله من العبادات التي فيها نوع من الشرك ( عبادات منافيه لكمال التوحيد )


                                   ♻الحديث الثاني والعشرون

 عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب قَالَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيَّ شَيْئًا
 يَكْتُمُهُ النَّاسَ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ َقَالَ:
«  لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ ؛ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ ؛
وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا ؛ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ »
رواه مسلم / الأضاحي /١٩٧٨
التعريف بالراوي:                                                    
هو أمير المؤمنين الإمام الكريم...علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن رضي الله عنه وأرضاه .
كُنيته : أبو الحسن .
وكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم : أبا تراب ،
مولده : وُلِد قبل البعثة بعشر سنين .
    
وتربّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُفارقه .
أول الصبيان إسلاماً .
      
أسلم وهو صبي ، وقُتِل في الإسلام وهو كهل .
وهو بَدري من أهل بدر ، وأهل بدر قد غفر الله لهم .
وشهد بيعة الرضوان .
وهو من العشرة المبشرين بالجنة .
وهو رابع الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه .
وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها ، سيدة نساء العالمين .
وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة .
      
قال صلى الله عليه وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب
      
أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما.
له المنزلـة العالية الرفيعة " يحبّ الله ورسوله ويُحبُّـه الله ورسوله "
ومما يدلّ على شجاعته رضي الله عنه أنه نام مكان النبي
    
صلى الله عليه وسلم لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة
وأوذي ممن ادّعوا محبته ، بل ممن ادّعوا أنهم شيعته !
قُتِل رضي الله عنه في ليلة السابع عشر من شهر رمضان
     
سنة أربعين من الهجرة .قَتَلَه عبد الرحمن بن مُلجَم المرادي
     
كبار الخوارج ، كان مِن شيعة عليّ !...
     
ولذلك كان علي رضي الله عنه يقول في آخر حياته:
       
أشكو إلى الله عجري وبجري .



 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله  صلى الله عليه وسلم- بأربع كلمات:" لعن الله من لعن والده ، ولعن الله من ذبح لغير الله،  ولعن الله من آوى مُحْدِثاً، ولعن الله من غير منار الأرض"
.... رواه مسلم.وفي لفظ... " لعن الله من لعن والديه "

شــــرح الحــــديث:
(لعنَ الله): 
اللعنة من الله: الطرد والإبعاد،....  ومن المخلوقين السبُّ والدعاء.
 (لعن والديه) : المراد بهما أبوه وأمه وإن علوا، سواءٌ باشر لعنهما
   أو تسبب فيه بأن يلعن والدَي شخصٍ فيرد عليه بالمثل.
( ذبح لغير الله) :
من الأصنام أو الأولياء والصالحين أو الجن أو غير ذلك.
وهذا وعيد يدل. على أن الذابح لغير الله ملعون.
( آوى) : أي ضمَّ وحمى.( محدِثا. ً) : بكسر الدال الجاني، وبفتحها
     هو الأمر المبتدع في الدين،.. وإيواؤه الرضا به.
والإحداث: يشمل

الإحداث في الدين، كالبدع التي أحدثها الجهمية والمعتزلة، وغيرهم
والإحداث في الأمر: أي في شؤون الأمة، كالجرائم وشبهها، فمن آوى محدثا، فهو ملعون، وكذا من ناصرهم، لأن الإيواء أن تأويه لكف الأذى عنه، فمن ناصره، فهو أشد وأعظم.والمحدث أشد منه;
لأنه إذا كان إيواؤه سببا للعنة، فإن نفس فعله جرم أعظم. 
( غيّر منار الأرض) :
منارُ الأرض هي المراسيم التي تفرِّق بين ملكك وملك جارك، وتغييرها يكون بتقديمها أو تأخيرها.


المعنى الإجمالي للحديث:                                                                   
يحذِّر –صلى الله عليه وسلم- أمته من أربع جرائم، فيخبر أن.             
ئلله تعالى يطرد من رحمته من ارتكب واحدةً منها:
الأولى: التقرب بالذبح إلى غير الله،
               
 لأنه صرفٌ للعبادة إلى غيرمستحقِّها.
الثانية: من دعا على والديه باللعنة أو سبَّهما أو تسبب في ذلك
                 بأن يصدرَ منه ذلك في حق أبوي شخص
                فيردُّ عليه ذلك الشخص بالمثل.
الثالثة: من حمى جانياً مستحقاً للحد الشرعي فمنعه من أن
               يقام عليه الحد، أو رضي ببدعة في الدين وأقرّها.
الرابعة: من تصرّف في مراسيم الأرض التي تفرز الحقوق فقدّمها
                أو أخرها عن مكانها، فينشأ عن ذلك اقتطاع شيءٍ من أرض
               غيره ظلماً.

المقصد من الحديث :

أن فيه دليلاً على غلظ تحريم الذبح لغير الله

فوائد الحديث :
(1) أن الذبح لغير الله محرمٌ شديد التحريم وشركٌ في مقدمة الكبائر.
(2) أن الذبح عبادةٌ يجب صرفها لله وحده.
(3) تحريم لعن الوالدين وسبِّهما مباشرة أو تسبباً.
(4) تحريم مناصرة المجرمين وحمايتهم من تطبيق الحد الشرعي
      عليهم وتحريم الرضا بالبدع.
(5) تحريم التصرف في حدود الأرض بتقديم أو تأخير.
(6) جواز لعن أنواع الفُساق لأجل الزجر عن المعاصي.
.

   

سئل العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله:                                         
" س/ وهذا يقول: عندنا عادة وهي أن من حصل بينه وبين شخص عداوة أو بغضاء بتعدٍّ من أحدهما على الآخر، فيطلبون من أحدهما أن يذبح ويسمون ذلك ذبح صلح، فيذبح؛ يحضرون معهم من حصلت معه هذه العداوة، فما حكم ذلك؟
ج/ ذبح الصلح الذي تعمله بعض القبائل في صورته المشتهرة المعروفة لا يجوز؛ لأنهم يجعلون الذبح أمام من يريدون إرضاءه، ويريقون الدم تعظيما له أو إجلالا لإرضائه. وهذا يكون محرما؛ لأنه لم يُرِق الدم لله جل وعلا وإنما أراقه لأجل إرضاء فلان، وهذا الذبح محرم والذبيحة أيضا لا يجوز أكلها؛ لأنها لم تُهَلَّ أو لم تذبح لله جل وعلا وإنما ذبحت لغيره.
فإن كان الذبح أن هذا صفته من جهة التقرب والتعظيم صار شركا أكبر، وإن لم يكن من جهة التقرب والتعظيم صار محرما؛ لأنه لم يَخلص من أن يكون لغير الله.
فصار عندنا في مثل هذه الحالة وكذلك في الذبح للسلطان ونحوه،
أن يكون الذبح في مقدمة وأن يراق الدم بقدومه وبحضرته، هذا قد يكون على جهة التقرب والتعظيم، فيكون الذبح حينئذ شركا أكبر بالله جل وعلا؛ لأنه ذبح وإراقة الدم تعظيما للمخلوق وتقربا إليه. 
وإن لم يذبح تقربا أو تعظيما وإنما ذبح لغاية أخرى مثل الإرضاء ولكنه شابه أهل الشرك في ما يذبحونه تقربا وتعظيما، فنقول الذبيحة لا تجوز ولا تحل والأكل منها حرام. 
ويمكن للإخوة الذين يشيع عندهم في بلادهم أو في قبائلهم مثل هذا الذي المسمى ذبح الصلح ونحوه أن يبدلوه بخير منه وهو أن تكون وليمة للصلح، فيذبحون للضيافة يعني يذبحون لا بحضرة من يريدون إرضاءه، ويدعونهم ويكرمونهم، وهذا من الأمر المرغب فيه أن يكون الذبح كما يذبح المسلم عادة لضيافة أضيافه ونحو ذلك.
كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد
انتهى


الذبح فيه شيئان مهمان:                                  
١- التسميه على الذبيحه  من جهة المعنى استعانه.               
    مستعينا بكل اسم لله او بالله الذي له الاسماء الحسنى           
٢- والقصد.: فهذه من جهة عبودية ومقاصد                          
     القصد من الذبح أنه لوجه الله تقربا لله - جل وعلا -،

أحوال الذبح :
1 - أن يذبح باسم الله لله، فهذا هو التوحيد. (للتقرب الى الله)
2 - أن يذبح باسم الله لغير الله، وهذا شرك في العبادة.
3 - أن يذبح باسم غير الله لغير الله،
     وهذا شرك في الاستعانة، وشرك في العبادة أيضا.
4 - أن يذبح بغير اسم الله ويجعل الذبيحة لله،
     فهذا شرك في الربوبية.

فإذًا الأحوال عندنا أربعة:
الحالة الأولى :
إما أن يكون هناك تسمية بالله مع القصد لله - جل وعلا - وحده،
وهذا هو التوحيد، وهو العبادة،
الحالة الثانية:
أن يذبح باسم الله، ويقصد بذلك التقرب لغير الله، فيقول مثلا: باسم الله، وينحر الدم، وهو ينوي بإزهاق النفس، وبإراقة الدم التقرب لهذا العظيم المدفون، أو لهذا النبي، أو لهذا الصالح، فهذا وإن ذكر اسم الله فإن الشرك 
الحالة الثالثة:
أن يذكر غير اسم الله على الذبيحة، وأن يقصد بها غير الله - جل وعلا - فيقول مثلا: باسم المسيح، ويحرك يده، ويقصد بها التقرب للمسيح، فهذا الذبح جمع شركا في الاستعانة، وشركا في العبادة،
ومثله: الذين يذبحون باسم البدوي، أو باسم الحسين، أو باسم السيدة زينب، أو باسم العيدروس، أو باسم الميرغياني، أو غيرهم من الذين توجه إليهم بعض الخلق بالعبادة، فيذبح باسمهم ويقصد بذبحه هذا المخلوق؛ وينوي حين ذبح أن يريق الدم تقربا لهذا المخلوق.〰〰 فهذا الشرك جاء من جهتين:
الجهة الأولى: جهة الاستعانة.
والجهة الثانية: جهة العبودية والتعظيم،
                وإراقة الدم لغير الله - جل وعلا -.
والحالة الرابعة:
أن يذبح باسم غير الله ويجعل ذلك لله - جل وعلا - وهذا نادر الوقوع وربما يحصل، كمن يذبحون لمعظميهم: كالبدوي، أو العيدروس، أو الشيخ عبد القادر، أو غيرهم. فينوون بذلك الذبح التقرب إلى الله - جل وعلا -، وهذا في الحقيقة راجع إلى الشرك في الاستعانة، والشرك في العبادة.
التمهيد لشرح كتاب التوحيد/ الشيخ صالح آل الشيخ 

انتهى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق