الاثنين، 19 يناير 2015

الحديث 91


الحــديث الحادي والتســـعون 

عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بِشِيْر قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: 
« أَلا ! وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً . أَلا ! وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلا !
 وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ،
وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا ! وَهيَ القَلْبُ »
 متفق عليه ... مسلم/١٥٩٩

ملاحظة
هذا الحديث تابع للحديث السابق( إن الحلال بين، وإن الحرام بين)
زاد النووي في الأربعين النوويه [فقد] عند قوله صلى الله عليه وسلم [استبرأ لدينه وعرضه]


📌 قال الإمام أحمد  :
أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث : 

حديث عمر :" إنما الأعمال بالنيات"  
وحديث عائشة : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
وحديث النعمان بن بشير :" الحلال بين والحرام بين"
جامع العلوم والحكم /لابن رجب الحديث السادس "إن الحلال بين وإن الحرام بين...صوتي... http://m.youtube.com/watch?v=A1OgNL5SObM

١ شـرح الحـديث:
(أَلاَ ) أداة استفتاح،فائدتها:التنبيه على ما سيأتي.
(وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى): أي كل ملك له حمى،
  
 والنبي صلى الله عليه وسلم لايريد أن يبين حكم حمى الملك :
     هل هو حلال أو هو محرم؟
فالمراد بالحمى: 
١) إذا حماه لنفسه وبهائمه فهو حرام.
٢) إذا حماه لدواب المسلمين كإبل الصدقة وإبل الجهاد فهو حلال،لأنه لم يختصه لنفسه، فرسول الله قال: (( المُسْلِمُونَ شُرَكَاْءُ فِي ثَلاثَة: فِي الكَلأِ وَالمَاءِ وَالنَّارِ )) (أبو داود/ 3477)
(أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارمُهُ ): هذه جملة مؤكدة
بـ (إن)... وأداة الاستفتاح (ألا).. والمعنى⤵
ألا وإن حمى الله محارم الله، فإياك أن تقربها،لأن محارم الله كالأرض المحمية للملك لا يدخلها أحد.
 (أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةٌ ) هذه أيضاً جملة مؤكدة بـ (ألا)و(إنَّ)
↩والمعنى: ألا وإن في جسد الإنسان (مضغة)،أي: قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان عند الأكل،وهي بمقدار الشيء الصغير.
(إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ ): رتب النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء على الشرط،فمتى صلح القلب صلح الجسد،وإذا فسدت فسد الجسد كله.

٢ من فوائد الحديث

١) حكمة الله عزّ وجل في ذكر المشتبهات حتى يتبين من كان حريصاً على طلب العلم ومن ليس بحريص.
٢) أنه لا يمكن أن يكون في الشريعة مالا يعلمه الناس كلهم،
لقوله: لاَ يعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ .
٣) الحث على اتقاء الشبهات، لكن هذا مشروط بما إذا قام الدليل على الشبهة،أما إذا لم يقم الدليل على وجود شبهة اتقاء الشبهات كان ذلك وسواساً وتعمقاً،
📌 فالقاعدة:
أنه إذا وجد احتمال الاشتباه فهنا إن قوي قوي تركه، وإن ضعف ضعف تركه، ومتى لم يوجد احتمال أصلاً فإن تركه من التعمّق في الدين المنهي عنه.
٤) أن الواقع في الشبهات واقع في الحرام،
٥)  سد الذرائع، أي أن كل ذريعة توصل إلى محرم
    يجب أن تغلق لئلا يقع في المحرّم.
٦) أن المدار في الصلاح والفساد على القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كله.ويتفرّع على هذه الفائدة:⤵
أنه يجب العناية بالقلب أكثر من العناية بعمل الجوارح،

لأن القلب عليه مدار الأعمال، 
والقلب هو الذي يُمتحن عليه الإنسان يوم القيامة،
كما قال تعالى:{أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ* وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ } ؛ وقال تعالى:{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}
فطهّر قلبك من الشرك والبدع والحقد على المسلمين والبغضاء، وغير ذلك من الأخلاق أو العقائد المنافية للشريعة، فإن القلب هو الأصل.
٧⛅في الحديث ردٌّ على العصاة الذين إذا نهوا عن المعاصي قالوا: التقوى هاهنا وضرب أحدهم على صدره، فاستدل بحق على باطل،
لأن الذي قال: ( التَّقْوَى هَاهُنَا )هو النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه في الحديث: 

 إذا اتقى ما هاهنا اتّقت الجوارح، 
📌 لكن هذا يقول: التقوى هاهنا يعني أنه سيعصي الله،والتقوى تكون في القلب.
والجواب: عن هذا التشبيه والتلبيس سهل جداً بأن نقول:
لو صلح ما هاهنا، صلح ما هناك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّه، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ  .

* شرح الاربعين النوويه/ للشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17767.shtml
* للاستزاد: شرح الأربعين النووية - حديث إن الحلال بينّhttp://m.youtube.com/watch?v=lGqa7SrYl50
* تفسير رائع لحديث " الحلال بين والحرام بين http://m.youtube.com/watch?v=QUyxWdCuuQM

انتهى 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق