الأحد، 11 يناير 2015

الحديث 51

من الإيمان الصبر على أقدار الله

الحــديث الحادي والخمــسون
عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« إذا أرادَ اللَّهُ بعبدِهِ الخيرَ عجَّلَ لهُ العقوبةَ في الدُّنيا ،
وإذا أرادَ بعبدِهِ الشَّرَّ أمسَكَ عنهُ بذنبِهِ حتَّى يوافي بهِ يومَ القيامةِ »
 الترمذي/٢٣٩٦..وصححه الألباني

١شرح الحديث
 (عجّل له العقوبة في الدنيا) : أي: 
    ينزل به المصائب لما صدر منه من الذنوب، فيخرج منها وليس عليه ذنب.
 (أمسك عنه بذنبه): أي: أخّر عنه عقوبة ذنبه.
 (يوافي به): بكسر الفاء مبنيٌّ للفاعل منصوبٌ بحتى أي:
    يجيء يوم القيامة مستوفرَ الذنوب فيستوفي ما يستحقه من العقاب.


2المعنى الإجمالي للحديث: 
- يخبر صلى الله عليه وسلم أن علامة إرادة الله الخيرَ بعبده معاجلته بالعقوبة على ذنوبه في الدنيا حتى يخرج منها وليس عليه ذنب يوافي به يوم القيامة؛ لأن من حوسب بعمله عاجلاً خفّ حسابه في الآجل.

- ومن علامة إرادة الشر بالعبد أن لا يجازى بذنوبه في الدنيا حتى يجيء يوم القيامة مستوفر الذنوب وافيها، فيجازى بما يستحقه يوم القيامة.

3المقصد من الحديث:
أن فيه الحث على الصبر على المصائب والرضا بالقدر؛

لأن ذلك في صالح العبد.

4ما يستفاد من الحديث:
1- علامة إرادة الله الخير بعبده معاجلته بالعقوبة على ذنوبه في الدنيا.

2- علامة إرادة الشر بالعبد أن لا يجازى بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة.
3- الخوف من الصحة الدائمة أن تكون علامة شرّ.
4- التنبيه على حسن الظن بالله ورجائه فيما يقضيه عليه من المكروه.
5- أن الإنسان قد يكره الشيء وهو خيرٌ له، وقد يحب الشيء وهو شرّ له.
6- الحث على الصبر على المصائب.
المصدر : الملخص في شرح كتاب التوحيد/ للشيخ الفوزان

٢الخلاصة : 
هذا الحديث: 
          - تسلية الإنسان إذا أصيب بالمصائب لئلا يجزع، فإن ذلك قد يكون خيرا،
 وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، 
- فيحمد الله على أنه لم يؤخر عقوبته إلى الآخرة. 
- وعلى فرض أن أحدا لم يأت بخطيئة وأصابته مصيبة; 
✏ فنقول له: إن هذا من باب امتحان الإنسان على الصبر،

ورفع درجاته باحتساب الأجر،
↩لكن لا يجوز للإنسان إذا أصيب بمصيبة، وهو يري أنه لم يخطئ أن يقول:
 أنا لم أخطئ; فهذه تزكية،
                 ↩ فلو فرضنا أن أحدا لم يصب ذنبا وأصيب بمصيبة;
            فإن هذه المصيبة لا تلاقي ذنبا تكفره 〰 لكنها تلاقي قلبا تمحصه; 
♻ فيبتلي الله الإنسان بالمصائب لينظر هل يصبر أو لا ؟ 

ولهذا كان أخشى الناس لله وأتقاهم محمد (( يوعك كما يوعك رجلان منا )) البخاري ومسلم ؛ وذلك لينال أعلى درجات الصبر فينال مرتبة الصابرين على أعلى وجوهها.

المصدر : القول المفيد/ محمد بن عثيمين
***إذا أراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا http://m.youtube.com/watch?v=beJCzPPc47I

انتهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق