السبت، 10 يناير 2015

الحديث 40

بعـض الألفـــاظ المنـهي عـنــها 
١: النهي عن عطف اسم المخلوق على اسم الخالق بالواو

الحــديث الأربعـــون 
عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم- 
قال: « لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان ، 

     ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان »

رواه أبو داود/٤٩٨٠ بسند صحيح

1التعريف بالراوي:
حذيفة بن اليمان حسل أو حسيل بن جابر
 صحابي جليل
ولد في مكة وعاش في المدينة المنورة
مات سنة 36 هجرية في المدائن.
 شارك حذيفة بكل المعارك والغزوات التي قادها النبي محمد
     عدا معركة بدر, حيث كان بسفر خارج المدينة آنذاك
مكانته: صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم

2شــرح الحـــديث:
( لا تقولوا) : لا: ناهية
(ما شاء الله وشاء فلان): لأن العطف بالواو يقتضي الجمع والمساواة.
(ما شاء الله ثم شاء فلان): لأن العطف بثُمّ يقتضي الترتيب والتراخي.

3المعنى الإجمالي للحديث: 
ينهى - صلى الله عليه وسلم- أن يعطف اسم المخلوق على اسم الخالق بالواو بعد ذكر المشيئة ونحوها؛
لأن المعطوف بها يكون مساوياً للمعطوف عليه؛ لكونها إنما وُضعت لمطلق الجمع..>> فلا
تقتضي ترتيباً ولا تعقيباً؛
وتسوية المخلوق بالخالق شركٌ،
ويُجوِّز -صلى الله عليه وسلم- عطف المخلوق على الخالق بثُمّ؛
لأن المعطوف بها يكون متراخياً عن المعطوف عليه بمهلة
     فلا محذور؛ لكونه صار تابعاً.

4
المقصد من الحديث  :
أنه يدل على النهي عن قول: ("ما شاء الله وشاء فلان") ونحو ذلك؛
لأنه من اتخاذ الأنداد لله الذي نهتْ عنه الآية {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22].
فسرها ابن عباس قال:
"الأنداد هو: الشرك ؛ أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول:والله، وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا; لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار; لأتى اللصوص،...../أخرجه ابن ابي حاتم في التفسير

5ما يستفاد من الحديث:
(1)  تحريم قول:
     "ما شاء الله وشئت"، وما أشبه ذلك من الألفاظ
   مما فيه العطف على الله بالواو؛ لأنه من اتخاذ الأنداد لله.
(2) جواز قول: "ما شاء الله ثم شئت"، وما أشبه ذلك
  مما فيه العطف على الله بثُمَّ؛ لانتفاء المحذور فيه.
(3) إثبات المشيئة لله، وإثبات المشيئة للعبد،
     وأنها تابعة لمشيئة الله تعالى.
الملخص في شرح كتاب التوحيد/ للشيخ الفوزان

قال ابن القيم :
ومن ذلك أي من الشرك بالله في الألفاظ
قول القائل للمخلوق ما شاء الله وشئت كما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم 〰قال هذا مع أن الله قد اثبت للعبد مشيئة لقوله { لمن شاء منكم أن يستقيم } فكيف بمن يقول أنا متوكل على الله وعليك وأنا في حسب الله وحسبك وما لي إلا الله وأنت وهذا من الله ومنك وهذا من بركات الله وبركاتكوالله لي في السماء وأنت لي في الأرض والله وحياة فلان أو يقول نذرا لله ولفلان وأنا تائب لله ولفلان وأرجو الله وفلانا....
المصدر : تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد/ سليمان بن عبد الله

فائدة( ١)
الفرق بين حروف العطف الثلاثة( الواو وثم والفاء) ؟
قوله: ("ما شاء الله وشاء فلان"):
والعلة في ذلك أن الواو تقتضي تسوية المعطوف بالمعطوف عليه;
فيكون القائل: ما شاء الله وشئت؛ مسويا مشيئة الله بمشيئة المخلوق،
〰وهذا شرك ،
- إن اعتقد أن المخلوق أعظم من الخالق، أو أنه مساو له
↩فهو شرك أكبر، وإن اعتقد أنه أقل; ↩فهو شرك أصغر. 
قوله:( "ولكن قولوا "): ما شاء الله ثم شاء فلان":
لما نهى عن اللفظ المحرم بيّن اللفظ المباح; لأن "ثم" للترتيب والتراخي، فتفيد أن المعطوف أقل مرتبة من المعطوف عليه. 
أما بالنسبة لقوله: ("ما شاء الله فشاء فلان");
فالحكم فيها أنها مرْتَبَة بين مرتبة (الواو) ومرتبة (ثم); فهي تختلف عن (ثم)
بأن (ثم) للتراخي والفاء للتعقيب، وتوافق (ثم) بأنها للترتيب; ↩فالظاهر أنها جائزة،
ولكن التعبير ب (ثم) أولى; لأنه اللفظ الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه أبين في إظهار الفرق بين الخالق والمخلوق. 
القول المفيد / للشيخ ابن عثيمين

فائدة (٢)
هذه الألفاظ فيها نوع تسوية المخلوق بالخالق فتكون رفعا للمخلوق وتعظيما له والله عز وجل له التعظيم والكمال المطلق لا  يشاركه فيه أحد
فتأتي هذه الالفاظ في القسم:
( والله وحياتك يا فلان وحياتي....) ممن يندرج على ألسنة الناس
↩ فكمال التوحيد الحلف بالله وحده
وتأتي في نسبة النعم لغير الله
( لولا فلان لم يكن كذا).. نسبة النعمة الى فلان
( لولا دراستي لما نجحت)..نسبة النعمة الى الدراسة
↩وكمال التوحيد نسبة النعمة لله وحده
وتأتي في المشيئة:
( ما شاء الله وشئت )...المساواة في المشيئة بين المخلوق والخالق
↩ومن كمال التوحيد إثبات المشيئة لله وحده
   فإن للعبد مشيئة ولكنها تابعة لمشيئة الله تعالى   
فالواجب على المسلم التأدب مع الله في الألفاظ
   فهو سبحانه لا مثيل له ولا نظير.
✏ مقتبس من دروس الاستاذه أناهيد السميري

 بعض المناهي اللفظية للشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16992.shtml

نتهى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق