الأحد، 11 يناير 2015

الحديث 52

من الإيمان الصبر على أقدار الله


الحــديث الثاني والخمــسون
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
 إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ ،وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم
« فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ »
حسنه الترمذي/٢٣٩٦...وصححه الألباني

1شرح الحديث
(عظم الجزاء مع عظم البلاء): بكسر العين وفتح الظاء) 
 أي: من كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم.

(فمن رضي): بما قضاه الله وقدّره عليه من الابتلاء.

(فله الرضا): من الله جزاء وفاقاً.

(ومن سخط): بكسر الخاء والسخط: الكراهية للشيء وعدم الرضا به.

(فله السخط) : أي: من الله عقوبةً له.
وقوله: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء".
أي: يتقابل عظم الجزاء مع البلاء، فكلما كان البلاء أشد وصبر الإنسان صار الجزاء أعظم; لأن الله عدل لا يجزي المحسن بأقل من إحسانه، فليس الجزاء على الشوكة يشاكها كالجزاء على الكسر إذا كسر، وهذا دليل على كمال عدل الله، وأنه لا يظلم أحدا، وفيه تسلية المصاب. 

2المعنى الإجمالي للحديث:
- يخبر صلى الله عليه وسلم أن عظمة الأجر وكثرة الثواب مع عظم الابتلاء والامتحان الذي يجري على العبد في هذه الدنيا إذا صبر واحتسب،

- وأن من علامة محبة الله لعبده أن يبتليه؛ فإن رضي بقضاء الله وقدره عليه واحتسب الأجر والثواب وأحسن الظن بربه رضي الله عنه وأثابه، وأن تسخّط قضاء الله وجزِع لما أصابه سخط الله عليه وعاقبه.

3المقصد من الحديث:
- أن فيه بيان علامة محبة الله لعبده

- وبيان حكمته فيما يُجريه عليه من المكاره.

4ما يستفاد من الحديث:
1- بيان علامة محبة الله لعبده وهي الابتلاء.

2- وصف الله بالمحبة والرضا والسخط على ما يليق بجلاله.

3- إثبات الحكمة لله في أفعاله.

4- أن الجزاء من جنس العمل.

5- الحث على الصبر على المصائب.
6- أ ن الإنسان قد يكره الشيء وهو خيرٌ له.

5علاقة الصبر بالايمان
من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
وقول الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(التغابن:١١)
{وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} 
🌿قال علقمة:
((هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم.))
دليل على بيانَ وجوب الصبر على الأقدار وتحريم التسخط منها؛
لأن ذلك ينافي كمال التوحيد
{ومن يؤمن بالله}فيعتقد أن المصيبة بقضائه وقدره، ويسترجع عندها.
{يهد قلبه}: للصبرعليها هو الرجل تصيبه...... إلخ:

هذا تفسيرٌ للإيمان المذكور في الآية.

6المعنى الإجمالي للآية: 
يخبر تعالى أن من أصابته مصيبةٌ فعلم أنها من قدر الله، فصبر واحتسب، واستسلم لقضاء الله، هدى الله قلبه، وعوّضه كما فاته من الدنيا هدىً في قلبه ويقيناً صادقاً، وقد يُخلِف عليه ما أُخذ منه أو خيراً منه.

7المقصد من الآية: 
أن فيها دليلاً على فضيلة الصبر على أقدار الله المؤلمة.

8ما يستفاد من الآية:
1- فضيلة الصبر على أقدار الله المؤلمة كالمصائب.

2- أن الأعمال من مسمّى الإيمان.

3- أن الصبر سببٌ لهداية القلب.

4- أن الهداية من ثواب الصابر.

معنى الصبر :
لغة: الحبس والكف
 شرعا:حبس النفس عن الجزع،

حبس اللسان عن التشكي والتسخط،

حبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب

المصدر: 
القول المفيد / للشيخ بن عثيمين
      الملخص في شرح كتاب التوحيد/ للشيخ الفوزان
***حدود الصبر ومراتب الصابرين www.youtube.com/watch?v=dLqjCu90_o8
***ما هو جزاء الصابرين http://m.youtube.com/watch?v=EaUBcZqempU

انتهى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق