الخميس، 22 يناير 2015

الحديث 97


الحــديث السابع والتســـعون 
عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ُقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْم »
البخاري/٣٨٥ٌ

١شرح الحديث:
(مطل الغني) :يعني في الحق الذي يجب عليه لغيره،
 (والمطل) : هو التأخير،
  ( ظلم) : فإذا كان لك حق على إنسان حال؛ وطلبته منه
  ولكنه صار يماطل فإن ذلك ظلم وحرام وعدوان،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال:
   |" ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة" 

(رجل أعطى بي ثم غدر يعني): عاهد بالله ثم غدر والعياذ بالله
( ورجل باع حرا فأكل ثمنه)
( ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره) 
فهؤلاء خصماء الله يوم القيامة،
نعوذ بالله من حالهم... ومكرهم ظلم....وكل ساعة بل كل لحظة تمر عليهم لا يوفون هذا حقه
ـ لا يزدادون من الله إلا بعدا،
ـ ـ ولا يزدادون إلا ظلما، والعياذ بالله، والظلم ظلمات يوم القيامة .
♦ ثم استدل بقوله تعالى:{ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها }
   ومن الأمانات ثمن المبيع ،
إذا باع إليك إنسان شيئا وبقي ثمنه في ذمتك..>> فهو يشبه الأمانة، يجب أن تؤديها ولا يحل لك أن تماطل بها.
قوله:" مطل الغني ظلم  ":
♦ وهذا يتضمن الأمر بالمبادرة إلى إيتاء الحق وألا يتأخر فإن فعل فهو ظلام وما أكثر الذين يؤتي إليهم يطلب منهم الثمن أو الأجرة ويقول غدا بعد غد والدراهم عنده في الردج ولكن يلعب به الشيطان وكأنه إذا بقيت عنده تزيد 
وقوله: (مطل الغني) يدل على أن مطل الفقير
 ليس بظلم إذا كان الإنسان ليس عنده شيء وماطل فهذا ليس بظالم بل الظالم الذي يطلبه ولهذا إذا كان صاحبك فقيرا وجب عليك أن تنظره وألا تطلبه وألا تطالبه به لقول الله تعالى:{ وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } 
ــ فأوجب الله الانتظار إلى الميسرة وكثير من الناس يكون له الحق عند الفقير ويعلم أنه فقير ويطالبه ويشدد عليه ويرفع بشكواه إلى ولاة الأمور ويحبس على دينه وهو ليس بقادر هذا أيضا حرام وعدوان ويجب على القاضي إذا علم أن هذا فقير وطالبه من له الحق يجب عليه أن ينهر صاحب الحق وأن يوبخه وأن يصرفه لأنه ظالم فإن الله أمره بالانتظار

♦ واستدل أيضا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" مطل الغني ظلم، وإذا أحيل أحدكم على مليء فليتبع "

  فجمع هذا الحديث بين
🔻
    حسن القضاء   وحسن الاقتضاء،
أما حسن القضاء فقال:
(مطل الغني ظلم) وهذا يتضمن الأمر بالمبادرة إلى إيتاء الحق وألا يتأخر
حسن الاقتضاء:
(إذا أحيل على مليء فليتبع) إلا إذا كان المحول عليه فقيرا أو مماطلا أو قريبا للشخص لا يستطيع أن يرافعه عند الحاكم المهم إذا وجد مانع فلا بأس أن يرفض الحوالة... إذا لم يكن مانع فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقبل الحوالة

📌مثال:
إذا كان إنسان له حق على زيد وقال له زيد أنا أطلب عمرا مقدار حقي يعني مثلا زيد مطلوب 100 ريال وهو يطلب عمرا 100 ريال فقال أنا أحيلك على عمرو في 100 ريال فليس للطالب أن يقول لا أقبل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من أحيل على مليء فليتبع"
شرح رياض الصالحين / للشيخ محمد بن العثيمين بتصريف....
تـوضـيح 
انا مطلوب مني أن أدفع ل(س)من الناس ١٠٠ ريال
وانا عايزه من (ص) ١٠٠ ريال..
فيجوز لي أن أحول (س) الى(ص) وعلى (س) أن يقبل لا يرفض
.... إلا اذا كان (ص) فقيرا أو مماطل...

انتهى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق