الاثنين، 5 يناير 2015

الحديث 1

ما يدل على وجوب  توحيد الله وشروط لا إله إلا الله وفضلها


الحــديث الأول 
١- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
           كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ
                       كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ "
  ...متفق عليهرواية البخاري / كتاب الجنائز / ١٣٨٥ومسلم/ القدر / ٢٦٥٨

شرح الحديث:
( كُلّ مَوْلُود ) أَيْ مِنْ بَنِي آدَم.
(على الفطرة): وَقَدْ اِخْتَلَفَ السَّلَف فِي الْمُرَاد بِالْفِطْرَةِ  عَلَى أَقْوَال كَثِيرَة
🔦وَأَشْهَرُ الأَقْوَال أَنَّ الْمُرَاد بِالْفِطْرَةِ..... الإِسْلام
🔻قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْد عَامَّة السَّلَف .🔻

وَأَجْمَعَ أَهْل الْعِلْم بِالتَّأْوِيلِ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ تَعَالَى
    
فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا ... الإِسْلام 
,🔻
    وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ أَبِي هُرَيْرَة فِي آخِر حَدِيث الْبَاب :
   اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا )... رواية مسلم
🔻وَبِحَدِيثِ عِيَاض بْن حِمَار عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيه عَنْ رَبّه "إِنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاء كُلّهمْ , فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِين عَنْ دِينهمْ " الْحَدِيث . وَقَدْ رَوَاهُ غَيْره فَزَادَ فِيهِ " حُنَفَاء مُسْلِمِينَ "

🔻وَرَجَّحَهُ بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فِطْرَة اللَّه ) لأَنَّهَا إِضَافَة مَدْح , وَقَدْ أَمَرَ نَبِيّه بِلُزُومِهَا , فَعُلِمَ أَنَّهَا الإِسْلام .
🔻وعن الزُّهْرِيّ فِي الصَّلاة عَلَى الْمَوْلُود :مِنْ أَجْل أَنَّهُ وُلِدَ عَلَى فِطْرَة الإِسْلام
🔻وجزم البخاري فِي تَفْسِير سُورَة الرُّوم بِأَنَّ الْفِطْرَة الإِسْلام .

 
والمعنى :
"
قَالَ الطِّيْبِيّ :

وَالْمُرَاد تَمَكُّن النَّاس مِنْ الْهُدَى فِي أَصْل الْجِبِلَّة , وَالتَّهَيُّؤ لِقَبُولِ الدِّين , فَلَوْ تُرِكَ الْمَرْء عَلَيْهَا لاسْتَمَرَّ عَلَى لُزُومهَا وَلَمْ يُفَارِقهَا إِلَى غَيْرهَا , لأَنَّ حُسْن هَذَا الدِّين ثَابِت فِي النُّفُوس , وَإِنَّمَا يُعْدَل عَنْهُ لآفَةٍ مِنْ الآفَات الْبَشَرِيَّة كَالتَّقْلِيدِ... اِنْتَهَى . 
وَإِلَى هَذَا مَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " فَقَالَ 
:الْمَعْنَى أَنَّ اللَّه خَلَقَ قُلُوب بَنِي آدَم مُؤَهَّلَة لِقَبُولِ الْحَقّ , كَمَا خَلَقَ أَعْيُنهمْ وَأَسْمَاعهمْ قَابِلَة لِلْمَرْئِيَّاتِ وَالْمَسْمُوعَات , فَمَا دَامَتْ بَاقِيَة عَلَى ذَلِكَ الْقَبُول وَعَلَى تِلْكَ الأَهْلِيَّة أَدْرَكَتْ الْحَقّ , وَدِين الإِسْلام هُوَ الدِّين الْحَقّ , وَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى بَقِيَّة الْحَدِيث حَيْثُ قَالَ " كَمَا تُنْتَج الْبَهِيمَة "

 "كما تنتج البهيمة" :
يَعْنِي أَنَّ الْبَهِيمَة تَلِد الْوَلَد كَامِل الْخِلْقَة , فَلَوْ تُرِكَ كَذَلِكَ كَانَ بَرِيئًا مِنْ الْعَيْب , لَكِنَّهُمْ تَصَرَّفُوا فِيهِ بِقَطْعِ أُذُنه مَثَلاً فَخَرَجَ عَنْ الأَصْل , وَهُوَ تَشْبِيه وَاقِع وَوَجْهه وَاضِح وَاَللَّه أَعْلَم . 

🔻وَقَالَ اِبْن الْقَيِّم :
لَيْسَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " يُولَد عَلَى الْفِطْرَة " أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ بَطْن أُمّه يَعْلَم الدِّين , لأَنَّ اللَّه يَقُول ( وَاَللَّه أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُون أُمَّهَاتكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ) وَلَكِنَّ الْمُرَاد أَنَّ فِطْرَته مُقْتَضِيَة لِمَعْرِفَةِ دِين الإِسْلام وَمَحَبَّته , فَنَفْس الْفِطْرَة تَسْتَلْزِم الإِقْرَار وَالْمَحَبَّة , وَلَيْسَ الْمُرَاد مُجَرَّد قَبُول الْفِطْرَة لِذَلِكَ , لأَنَّهُ لا يَتَغَيَّر بِتَهْوِيدِ الأَبَوَيْنِ مَثَلاً بِحَيْثُ يُخْرِجَانِ الْفِطْرَة عَنْ الْقَبُول .
وَإِنَّمَا الْمُرَاد أَنَّ كُلّ مَوْلُود يُولَد عَلَى إِقْرَاره بِالرُّبُوبِيَّةِ , فَلَوْ خُلِّيَ وَعَدَم الْمُعَارِض لَمْ يَعْدِل عَنْ ذَلِكَ إِلَى غَيْره , كَمَا أَنَّهُ يُولَد عَلَى مَحَبَّة مَا يُلائِم بَدَنه مِنْ اِرْتِضَاع اللَّبَن حَتَّى يَصْرِفهُ عَنْهُ الصَّارِف , وَمِنْ ثَمَّ شُبِّهَتْ الْفِطْرَة بِاللَّبَنِ بَلْ كَانَتْ إِيَّاهُ فِي تَأْوِيل الرُّؤْيَا . وَاَللَّه أَعْلَم . 

📘ابن حجر في الفتح
📌فإن قال قائل: هنا إشكال وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن كل مولود يولد على الفطرة،وهنا يقول:   كلكم ضال إلا من هديته؟
فالجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ مَولُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطرَةِ" لكن قال: "أَبَوَاه يُهَوِّدَانِهِ، أَو يُنَصِّرَانِهِ، أَو يُمَجِّسَانِهِ" وهنا يخاطبُ عزّ وجل المكلّفين الذين قد تكون تغيرت فطرتهم إلى ما كان عليه آباؤهم، فهم ضلاَّلٌ حتى يهديهم الله عزّ وجل.
📘الاربعين النوويه / ابن عثيمين / شرح حديث ٢٤
   " يا عباددي.... كلكم ضال إلا من هديته...."


🔦 قال ابن العثيمين رحمه الله :
إذا قال قائل: ما الدليل على وجود الله ؟؟؟
قلنا: الدليل على وجود الله: العقل، والحس، والشرع،  والفطرة

📌وأما دلالة الفطرة، فإن كثيراً من الناس الذين لم تنحرف فطرهم يؤمنون بوجود الله، حتى البهائم العجم تؤمن بوجود الله، وقصة النملة التي رويت عن سليمان عليه الصلاة والسلام، خرج يستسقي، فوجد نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها نحو السماء، تقول: اللهم أنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا سقياك. ؛ فقال: ارجعوا، فقد سقيتم بدعوة غيركم،
🌱فالفطر مجبولة على معرفة الله عز وجل وتوحيده.
🔘الحديث رواه أحمد، وصحَّحه الحاكم
📙شرح العقيدة الواسطيه / لابن عثيمين

انتهى 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق